
¡
الدار/ كلثوم إدبوفراض
استقبل اليوم الاثنين 26 ماي 2025 وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، السيد ناصر بوريطة بالعاصمة الرباط، رئيس الحكومة ووزير الخارجية الكيني السيد موساليا مودافادي، في زيارة عمل رسمية تعدّ دفعية قوية لتجديد العلاقات الدبلوماسية المغربية-الكينية.
وفي إطار توجيهات جلالة الملك محمد السادس وفخامة رئيس جمهورية كينيا السيد ويليام روتو، من تشكل الزيارة بمثابة فتح صفحة جديدة في مسار العلاقات الثنائية، وتنزيل رؤيتهما المشتركة لبناء نموذج تعاون متميز بين البلدين.
وقد تُوّجت الزيارة بتوقيع خمس مذكرات تفاهم شملت مجالات استراتيجية، وهي:
– الإسكان والتنمية الحضرية: لتبادل التجارب في تدبير المدن وتطوير البنيات التحتية السكنية.
– شؤون الشباب: من أجل النهوض ببرامج تأطير وتأهيل الشباب وتعزيز التبادل الثقافي والرياضي.
– التعاون الأكاديمي والدبلوماسي: بين المعهد المغربي للتدريب والدراسات الدبلوماسية ونظيره الكيني.
– التعاون التجاري: من أجل تنمية المبادلات التجارية وخلق فرص استثمارية جديدة.
-تنمية القدرات في الخدمة العمومية: لدعم الحوكمة وتعزيز كفاءة الأطر الإدارية.
كما تُوّج اللقاء عن بيان مشترك، يعكس رغبة الجانبين في إعطاء نَفس جديد للعلاقات الثنائية وتوسيع آفاق التعاون في شتى المجالات.
ومن جانبه، أبرز السيد ناصر بوريطة أهمية هذه الزيارة التي تأتي في إطار دينامية العلاقات بين البلدين، والتي تعود جذورها إلى سنة 1965، مؤكداً أن هذه السنة تصادف الذكرى الستين لهذه العلاقة المتينة.
واعتبر افتتاح سفارة كينيا بالرباط “منعطفاً أساسياً” في مسار العلاقات الثنائية، لما سيتيحه من آليات تواصل مباشر وتنسيق دائم.
وأكد الوزير بوريطة، أن المغرب وكينيا يعتبران قطبين للاستقرار في القارة الإفريقية، وفاعلين محوريين في تعزيز السلم والتنمية، مشيداً بالدور المتصاعد لكينيا كقوة اقتصادية واعدة في شرق إفريقيا، ومعبّراً عن دعم المغرب لمكانة نيروبي كعاصمة متعددة الأطراف، لاسيما في قضايا البيئة والمناخ.
وشدد بوريطة، على أن هذه الزيارة ستثمن الإطار القانوني للعلاقات الثنائية، وستعزز التبادل الإنساني والثقافي، خاصة مع قرار اعتماد التأشيرة الإلكترونية للمواطنين الكينيين لدخول المغرب.
في ذات السياق، أعلن بوريطة عن انعقاد اللجنة المشتركة المغربية-الكينية قبل نهاية السنة، ما سيشكل منصة إضافية لتوطيد العلاقات الثنائية.
من جهته، عبّر وزير الخارجية الكيني عن امتنانه للدعم المغربي لكينيا في مختلف المنصات الدولية، خصوصاً في ترشيح نيروبي لاحتضان فعاليات بيئية عالمية، مشيداً بالخطوات الدبلوماسية المغربية التي وصفها بـ”الفعالة” والداعية لحلول سلمية لقضايا القارة الإفريقية.
في بادرة تعكس متانة العلاقة بين الشعبين، استحضر الوزير الكيني مشاركته أمس، في السباق الدوري الماسي المقام بالملعب الاولمبي الجديد بالرباط، وذكر أن فوز العداءة الكينية بياتريس شيبيت بالميدالية الذهبية الى حانب فوز المغربي سفيان البقالي بذات الجائزة، تعد لحظة مميزة وتجسيداً حقيقياً لعلاقة رابح-رابح بين البلدين.
وحرص الطرفان للتأكيد على أهمية القطاع الخاص كركيزة لتقوية الشراكة الاقتصادية، معلنين عن تنظيم منتدى اقتصادي مغربي-كيني نهاية السنة بالعاصمة نيروبي، مع زيارة مرتقبة لوفد مغربي إلى كينيا، وزيارات ميدانية للسيد مودافادي إلى كل من مدن الدار البيضاء وطنجة.
في ختام الزيارة، شدد الوزيران على حرص قائدي البلدين على بناء نموذج شراكة جنوب-جنوب فعّال، يقوم على الاحترام المتبادل وتكامل المصالح، ويشكل مرجعاً للتعاون الإفريقي.
على ذلك، فإن الزيارة تُوصف بـ”التاريخية” لما تحمله من زخم سياسي واقتصادي وإنساني، ولما تبشر به من آفاق تعاون مستدام بين الرباط ونيروبي في خدمة التنمية والاستقرار بالقارة الإفريقية.