أخبار الدارأخبار دوليةسلايدر

ميناء طنجة المتوسط.. منصة مغربية عالمية تلهم كينيا وتُعزز آفاق التعاون الإفريقي

ميناء طنجة المتوسط.. منصة مغربية عالمية تلهم كينيا وتُعزز آفاق التعاون الإفريقي

الدار/ خاص

في زيارة رسمية تحمل أبعاداً استراتيجية، حلّ موساليا مودافادي، رئيس مجلس الوزراء ووزير الشؤون الخارجية لجمهورية كينيا، بميناء طنجة المتوسط، أحد أبرز الإنجازات المغربية في مجال البنية التحتية والنقل البحري. وقد عبّر المسؤول الكيني عن إعجابه الشديد بالنموذج المغربي، واصفاً هذا الميناء بكونه “تحولاً استراتيجياً غير ملامح الاقتصاد المغربي بشكل جذري”، مشيراً إلى أن ما تحقق هنا يُعد نموذجاً يُحتذى في القارة الإفريقية بأكملها.

ميناء طنجة المتوسط، الذي لا يتجاوز عمره العقدين، أصبح رقماً صعباً في معادلة النقل البحري العالمي، حيث صنّفه البنك الدولي في المرتبة الثالثة عالمياً من حيث الكفاءة التشغيلية لسنة 2024، متقدماً على العديد من الموانئ الكبرى في آسيا وأوروبا. ويُعالج هذا الميناء سنوياً أكثر من 14 مليون حاوية نمطية، وهو رقم يُعادل أضعاف قدرات موانئ إفريقية تقليدية. كما أصبح محوراً لوجستياً وصناعياً عالمياً يحتضن كبريات الشركات في قطاعات حيوية كصناعة السيارات، والطيران، والإلكترونيات، والنسيج.

في كلمته خلال الزيارة، شدّد مودافادي على أهمية تعميق علاقات التعاون بين الدول الإفريقية، مبرزاً أن كينيا منفتحة على الاستفادة من التجربة المغربية الرائدة في مجال إدارة وتشغيل الموانئ. وأكد أن نقل الخبرات بين بلدان الجنوب هو السبيل الأمثل لتعزيز تنافسية الموانئ الإفريقية والارتقاء بمكانة القارة في سلاسل الإمداد العالمية.

وتأتي هذه الزيارة في سياق دبلوماسي نشط بين الرباط ونيروبي، يشمل تعاوناً متعدد الأبعاد يتراوح بين التعليم والتكوين، إلى مشاريع البنية التحتية والطاقة المتجددة. ويُشكل ميناء طنجة المتوسط في هذا الإطار منصة نموذجية لتعزيز الشراكات بين المغرب والدول الإفريقية الطامحة لتطوير قدراتها المينائية واللوجستية.

لا يُمثل ميناء طنجة المتوسط مجرد منشأة بحرية، بل يُعد مشروعاً استراتيجياً يعكس رؤية تنموية متكاملة للمغرب، تقوم على الاستثمار في الموقع الجغرافي الفريد، والانفتاح الاقتصادي، واحتضان الاستثمارات الصناعية العالمية. وقد أصبح هذا الميناء مرجعاً دولياً في الابتكار والإدارة، ومصدر إلهام للعديد من الدول التي تسعى لتطوير بنياتها التحتية وتعزيز اندماجها في الاقتصاد العالمي.

ومع استمرار توافد الوفود الرسمية من مختلف أنحاء العالم، يؤكد ميناء طنجة المتوسط دوره المتنامي ليس فقط كرافعة اقتصادية وطنية، بل كجسر حيوي للتعاون القاري والدولي، وتجسيد ملموس لطموح مغربي يرى في إفريقيا شريكاً لا سوقاً، وفي التكامل جنوب–جنوب رهاناً لمستقبل مشترك.

زر الذهاب إلى الأعلى