أخبار الدارأخبار دوليةسلايدر

سقوط الأقنعة.. وثائقي لقناة DW الألمانية: البوليساريو والنظام الجزائري في مرمى العدالة السورية الجديدة

سقوط الأقنعة.. وثائقي لقناة DW الألمانية: البوليساريو والنظام الجزائري في مرمى العدالة السورية الجديدة

الدار/ خاص

في تحول غير مسبوق للمشهد السياسي في الشرق الأوسط، تكشف التقارير الواردة من دمشق عن تورط مقاتلين من جبهة البوليساريو في النزاع السوري إلى جانب قوات النظام السابق بقيادة بشار الأسد، في تحالف دموي مع ميليشيات إيران وحزب الله، ضد إرادة الشعب السوري.

وبينما دخلت سوريا عهدًا جديدًا بقيادة الرئيس أحمد الشرع، بدأت الحقائق تتكشف تباعًا بشأن الدور الذي لعبته أطراف خارجية في إذكاء الصراع وتغذية آلة القمع، وعلى رأسها جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر، والتي وجّهت مقاتليها للانخراط في معارك داخل الأراضي السورية.

الوثائقي الذي عرضته قناة DW الألمانية ضمن نشرتها المسائية أكد أن عناصر من البوليساريو شاركت فعليًا في عمليات عسكرية إلى جانب قوات الأسد، وارتكبت انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في مناطق عدة. هذه الوقائع دفعت بالسلطات السورية الجديدة إلى اعتقال عدد من مقاتلي البوليساريو، الذين لا يزالون قيد الاحتجاز، بتهم تتعلق بالمشاركة في جرائم حرب و”إبادة المدنيين”.

من جهتها، سعت الجزائر -التي تنفي رسميًا أي تورط- إلى فتح قنوات خلفية مع النظام السوري الجديد، على أمل التوصل إلى صفقة تُفضي إلى إطلاق سراح معتقلي البوليساريو. غير أن مصادر مطلعة من دمشق أكدت أن القيادة السورية الجديدة بقيادة الشرع ترفض أي مساومة بشأن هذا الملف، وتصر على محاكمات شفافة وعادلة في إطار رؤية جديدة لسوريا لا تتسامح مع الجرائم ولا الفاعلين الإقليميين الذين ساهموا في مآسي شعبها.

وفي المقابل، تشهد العلاقات بين المملكة المغربية وسوريا الجديدة تقاربًا لافتًا، يستند إلى احترام سيادة الدول، ورفض التدخلات الخارجية، والتنسيق في ملفات إقليمية حساسة. ويُنظر في دمشق إلى المغرب كشريك استراتيجي يمكن التعويل عليه في إعادة الإعمار والدفاع عن قضايا السيادة والوحدة الترابية.

هذا التحول في المواقف والمواقع يضع الجزائر والبوليساريو في عزلة إقليمية متزايدة، ويجعل من تورطهما في الملف السوري عبئًا سياسيًا وأخلاقيًا يصعب التستر عليه، خاصة مع إصرار القيادة السورية الجديدة على المضي قدمًا في كشف جميع المتورطين، أياً كانت خلفياتهم أو داعميهم.

في مشهد يعاد فيه رسم خرائط التحالفات في المنطقة، يبدو أن من راهنوا على دماء الشعوب، يدفعون اليوم ثمن رهاناتهم الخاطئة في ظل سوريا لا تتساهل مع الجريمة ولا تنسى من خانها.

فماذا بعد كشف هذه المعطيات الخطيرة من طرف القناة الألمانية وماذا بعد إغلاق مقرات بوليساريو في دمشق؟

زر الذهاب إلى الأعلى