أخبار دوليةسلايدر

فضيحة… أوغندا تتصدق على الجزائر بـ 500 طن من مسحوق الحليب.. ماذا يخفي فشل النظام العسكري الجزائري؟

الدار/ خاص

في مشهد يثير السخرية والحزن في آن واحد، جاءت أوغندا لتتصدق على النظام الجزائري بخمسمائة طن من مسحوق الحليب، في إشارة واضحة إلى حجم الفشل الذريع الذي يعانيه هذا النظام في إدارة شؤون بلاده. كيف لبلد غني بالموارد الطبيعية كالجزائر أن يجد نفسه في موقف يتلقى فيه “صدقة” غذائية من دولة أفريقية متواضعة الإمكانيات؟

هذه “الصدقة” ليست سوى صورة مصغرة لما تعيشه الجزائر من أزمات متراكمة على كافة المستويات الاقتصادية والاجتماعية، وهو دليل صارخ على أن السياسات الاقتصادية المتبعة عاجزة عن تأمين أبسط مقومات الحياة لمواطنيها. النظام الذي فشل في تحقيق الاكتفاء الذاتي من المواد الغذائية الأساسية، ظل متمسكًا بسياسات ريعية بددت الثروات ولم تخلق بنى تحتية اقتصادية قوية، ما جعل البلاد تعتمد على مساعدات الخارج بشكل مخجل.

ما يزيد الطين بلة أن النظام الجزائري لا يتردد في الظهور بمظهر القوي والمتماسك، لكنه في الخفاء يحتاج إلى “الصدقة” ليواجه أزمات داخلية تزداد عمقًا يوماً بعد يوم. في الوقت الذي تتباهى فيه بعض الدول بتطوير اقتصادها وتنويع مصادر دخلها، تظل الجزائر غارقة في عجز مريع، حتى وصل بها الحال إلى قبول مساعدات من دول أقل منها اقتصادياً وسياسياً.

هذه الخطوة التي قام بها نظام أوغندا تعكس ضعفًا دبلوماسيًا وسياسيًا، إذ أن الجزائر، بدلًا من أن تكون شريكًا قويًا في محيطها الإفريقي، صارت في موقع المتلقي المحتاج، ما يضرب في مبدأ السيادة الوطنية ويكشف هشاشة السلطة الحاكمة.

الواقع أن هذه “الصدقة” من مسحوق الحليب ليست مجرد مسألة إنسانية، بل فضيحة تكشف إخفاقات متراكمة للنظام الجزائري في إدارة اقتصاد بلاده وتأمين احتياجات شعبه، فضلاً عن غياب رؤية واضحة لمستقبل يضمن الاستقلال الاقتصادي ويبعد البلاد عن دائرة الذل والاعتماد على الغير. الجزائر اليوم بحاجة إلى إصلاحات جذرية وليس إلى صدقات تكشف عورات سياسة استمرت عقودًا في التبذير والفساد والتقصير.

زر الذهاب إلى الأعلى