أخبار الدارأخبار دوليةسلايدر
بريطانيا من الرباط: الصحراء مغربية والحكم الذاتي هو الحل الواقعي والبراغماتي
بريطانيا من الرباط: الصحراء مغربية والحكم الذاتي هو الحل الواقعي والبراغماتي

الدار/ كلثوم إدبوفراض
في خطوة تعكس عمق الشراكة الاستراتيجية بين المغرب والمملكة المتحدة، شهدت اليوم العاصمة الرباط زيارة رسمية لوزير الخارجية البريطاني دافيد لامي، حيث استقبله وزير الخارجية والتعاون الافريقي وشؤون المقيمين في الخارج ناصر بوريطة، إذ تميز اللقاء بتوقيع أربع آليات قانونية واتفاقيات تعاون، بالإضافة إلى بيان مشترك يعكس تطور العلاقات الثنائية.
* أربع آليات قانونية لتعزيز الشراكة
اللقاء شهد توقيع أربع آليات قانونية شملت مجالات محورية:
•مذكرة تفاهم فيمجال التكوين والتعليم العالي
•مذكرة تفاهم في مجالات الابتكار والرعاية الصحية
•مذكرة تفاهم للتعاون في تنمية قطاع الماء والموانئ
•آلية تعاون في الصفقات والاستثمارات





من جانبه، وصف وزير الشؤون الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، هذا اللقاء بأنه “يوم مهم في العلاقات بين المملكتين”، مؤكدًا أن زيارة وزير الخارجية البريطاني تحمل أهمية خاصة، باعتبارها أول زيارة لمسؤول دبلوماسي بريطاني رفيع منذ عام 2011.
وأوضح بوريطة، أن هذه الزيارة تشكل “دفعة قوية” للدورة الخامسة من الحوار الاستراتيجي بين البلدين، وتمثل فرصة لمناقشة قضايا إقليمية ودولية، في ظل التوجيهات الملكية لتعزيز شراكات المملكة مع مختلف دول العالم.
وأضاف:“نحن منفتحون على تطوير علاقاتنا مع بريطانيا في كافة المجالات، من الاقتصاد والأمن والدفاع، إلى التعليم والثقافة والبحث العلمي، وسنوقع اتفاقيات إضافية خلال اليومين المقبلين.”
وأكد بوريطة أن البيان المشترك تضمن اعتراف بريطانيا بمخطط الحكم الذاتي المغربي المقدم منذ عام 2007، واصفًا هذا الموقف بأنه مهم للغاية نظرًا لكون المملكة المتحدة عضوًا دائمًا في مجلس الأمن وصوتًا مؤثرًا في المنظومة الدولية.
كما شدد بوريطة على أن بريطانيا، بصفتها قوة اقتصادية واستثمارية، “ستدرس إمكانيات الاستثمار في الأقاليم الجنوبية للمملكة”، في إطار رؤية الملك محمد السادس لتسريع مسار الحل السياسي لقضية الصحراء.
من جهته، عبّر وزير الخارجية البريطاني دافيد لامي عن سعادته بزيارة المغرب، مشيرًا إلى أنه زار المملكة سابقًا في إطار عائلي، أما اليوم فزيارته تحمل طابعًا دبلوماسيًا لتعزيز الشراكة بين البلدين.
وقال لامي: أن “العلاقات بين المملكتين تعود إلى أكثر من 800 سنة، والمغرب يظل شريكًا مركزيًا لبريطانيا على مستوى القارة الإفريقية.”
وأكد الوزير البريطاني أن بلاده تعتبر مخطط الحكم الذاتي المغربي “الحل الواقعي والبراغماتي الأكثر جدية”، مبرزًا اقتناع لندن بجدية ومصداقية الجهود المغربية، وأنه “آن الأوان أو فات الأوان لتطبيق حل يمنح مستقبلًا آمنًا للمنطقة”.
وإلى جانب القضايا السياسية، كشف الجانبان عن خطط طموحة لتعزيز التعاون الاقتصادي، من خلال ضخ استثمارات في البنية التحتية، الصحة، مكافحة الإرهاب، وقطاع الرياضة، خصوصًا مع اقتراب احتضان المغرب لكأس إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030.
وأشار الوزير البريطاني إلى أن بلاده تعمل على تسهيل فرص الاستثمار في المغرب، خاصة في مدينة الدار البيضاء، عبر إصلاحات صناعية تهدف إلى رفع قدرة الشركات البريطانية على التوسع في السوق المغربية.
كما أكد لامي، على أهمية التعاون في ملف الهجرة المنظمة وغير المنظمة، إلى جانب العمل المشترك في قضايا الأمن والتنمية على الصعيد الإفريقي والدولي.
واختُتمت الزيارة الرسمية التي جمعت الوزيرين بوريطة ولامي، بالخروج بتوقيع اتفاقيات نوعية، ترسخ إرادة البلدين في الارتقاء بعلاقاتهما الثنائية إلى مستويات استراتيجية جديدة، قائمة على الوضوح والطموح، كما جاء في خطاب الملك محمد السادس، الذي أكد على أهمية الانخراط الفاعل في دعم الدينامية الأممية من أجل التوصل إلى حل دائم وشامل لقضية الصحراء.