أخبار الدارأخبار دوليةسلايدر

ماذا يعني اعتراف بريطانيا بمغربية الصحراء.. اعتراف من رابطة الكومنولث التي تضم 56 دولة من مختلف القارات

ماذا يعني اعتراف بريطانيا بمغربية الصحراء.. اعتراف من رابطة الكومنولث التي تضم 56 دولة من مختلف القارات

الدار/ خاص

انضمت المملكة المتحدة إلى قائمة القوى الدولية التي تُدرج قضية الصحراء المغربية ضمن أولوياتها في صياغة العلاقات الثنائية مع المغرب. هذه الخطوة تعزز بشكل غير مباشر موقف الرباط في ملف يُعد من أبرز أولوياتها الدبلوماسية، وتؤشر على تغير في مواقف بعض الدول المؤثرة في المنتظم الدولي.

فباعتبارها عضوًا دائمًا في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، تلعب لندن دورًا محوريًا في صياغة التوجهات الأممية إزاء النزاعات الإقليمية، من بينها النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية. والمثير أن بريطانيا لا تقتصر على هذه الصفة الأممية، بل تترأس أيضًا رابطة الكومنولث، التي تضم 56 دولة من مختلف القارات، وهو ما يضفي على موقفها بعدًا استراتيجيًا واسع التأثير.

شهدت العلاقات المغربية البريطانية خلال السنوات الأخيرة تطورًا مطردًا، تجلى في توسيع رقعة التعاون الاقتصادي والتجاري، خاصة في أعقاب “بريكست”، حيث شرعت لندن في إعادة هيكلة شراكاتها خارج الاتحاد الأوروبي، وكان المغرب أحد أبرز الوجهات الاستراتيجية في هذا المسعى.

ومع تبني مقاربة أكثر وضوحًا بخصوص قضية الصحراء، فإن المملكة المتحدة توجّه رسالة سياسية مفادها أن مستقبل الشراكات مع الرباط سيكون مشروطًا بأخذ السيادة المغربية على أقاليمه الجنوبية بعين الاعتبار، شأنها في ذلك شأن الولايات المتحدة، وإسبانيا، وألمانيا، ودول عربية وإفريقية أخرى.

يرى مراقبون أن هذا التحول البريطاني لا يمكن فصله عن التطورات الجيوسياسية التي تشهدها المنطقة، حيث بات الاستقرار جنوب المغرب عاملًا حاسمًا في معادلات الأمن والاستثمار. كما يُتوقع أن يسهم هذا الموقف في إعادة تشكيل الموقف الأوروبي العام، خاصة وأن بريطانيا ما تزال تمتلك تأثيرًا معنويًا في عدد من العواصم الأوروبية.

كما أن بعض التحليلات تشير إلى أن لندن قد تسعى للعب دور “جسر” بين وجهات النظر الدولية المختلفة بشأن النزاع، بما يحفظ مصالحها الاقتصادية والاستراتيجية في المنطقة، دون الاصطفاف المباشر، لكن بدعم مبطن لمقترح الحكم الذاتي الذي تطرحه الرباط.

يُرتقب أن تفتح هذه المقاربة البريطانية الجديدة الباب أمام تعزيز التعاون مع المغرب في مجالات عدة، من بينها الأمن البحري، والطاقات المتجددة، والتعليم العالي، خصوصًا وأن الرباط باتت فاعلًا قارّيًا في إفريقيا، وتربطها علاقات متينة مع بلدان جنوب الصحراء.

ويعتبر المحللون أن إقحام ملف الصحراء في معادلة العلاقات الثنائية، يعكس أيضًا إدراكًا بريطانيًا متزايدًا لأهمية المغرب كقطب إقليمي لا غنى عنه في تأمين استقرار منطقة الساحل والصحراء، وكبوابة حيوية نحو إفريقيا الغربية.

زر الذهاب إلى الأعلى