أخبار الدارأخبار دوليةسلايدر

علم صيني بنسج يدوي من نساء الحوز.. رمز أخوّة وشهادة على تضامن صادق بين المغرب والصين

علم صيني بنسج يدوي من نساء الحوز.. رمز أخوّة وشهادة على تضامن صادق بين المغرب والصين

الدار/ خاص

في اهداء مؤثر ينبض بروح التضامن الإنساني العابر للحدود، قامت تعاونية نسائية من إقليم الحوز، الذي شكّل بؤرة الزلزال المدمر سنة 2023، بنسج علم صيني يدويًا، كعربون امتنان موجه إلى سفارة الصين بالرباط والجالية الصينية المقيمة بالمغرب، تقديرًا لمساندتهم المؤثرة خلال المحنة.

هذا العمل الفني البسيط في ظاهره، العميق في دلالاته، لم يكن مجرد قطعة قماش، بل تجسيد حيّ لقيم الأخوّة والصداقة بين شعبين جمعتهما المآسي بقدر ما جمعتهما المصالح والتبادلات. فالزلزال، الذي أودى بحياة المئات وخلف دمارًا واسعًا في المناطق الجبلية، كشف عن وجه إنساني نبيل لدى أطراف دولية عديدة، كان من أبرزها جمهورية الصين الشعبية، سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي.

النساء اللواتي ساهمن في نسج هذا العلم بأيديهن المتشققة من قسوة الحياة الجبلية، أردن أن يبعثن برسالة قوية: أن التضامن لا يُنسى، وأن الدعم في لحظات الانكسار يظل محفورًا في الذاكرة الجماعية للمجتمعات. وقد حوّلن تلك المشاعر إلى خيوط صوفية، حيكت بإتقان وصبر، لترتفع في سماء الرباط، حيث مقر السفارة الصينية، كرمز دائم لأواصر إنسانية لا تذوب مع الزمن.

الخطوة جاءت بدعم من جمعية المغرب-الصين للنهوض بالتعاون الثقافي والاقتصادي، التي عملت على إيصال هذه الرسالة الرمزية إلى من كانوا في طليعة الداعمين للمناطق المنكوبة. وقد اعتُبرت هذه المبادرة نموذجًا لما يمكن أن تفرزه الكوارث الطبيعية من لحظات تلاحم بين الشعوب، تعيد الاعتبار للبعد الإنساني في العلاقات الدولية.

من جانبها، رحّبت السفارة الصينية بهذه الهدية بكل تقدير، واعتبرتها دليلاً ملموسًا على الصداقة المتجذّرة بين البلدين، والتي تتجاوز نطاق الشراكات الاستراتيجية لتصل إلى صميم العلاقات بين الأفراد. كما أكدت على التزام الصين الدائم بالوقوف إلى جانب المغرب في مختلف الظروف، تعزيزًا لروابط تاريخية متينة بدأت منذ عقود.

تجدر الإشارة إلى أن هذه المبادرة النسوية لم تكن الأولى من نوعها، لكنها تحمل قيمة رمزية مضاعفة كونها صادرة عن نساء من أكثر المناطق تضررًا، وتعبّر عن امتنان صادق بعيدًا عن البروتوكولات الرسمية. وهي تترجم المعنى الحقيقي للدبلوماسية الشعبية، التي تنسجها الأيادي البسيطة أكثر من الخطابات المنمقة.

يُعيد هذا العلم اليدوي التأكيد على أن الأخوة بين المغرب والصين ليست شعارًا، بل حقيقة تُكتب بخيوط الذاكرة المشتركة، وتُرفع على سارية الاحترام المتبادل والتضامن العميق.

زر الذهاب إلى الأعلى