
الدار/ خاص
في عالم الدبلوماسية، يرتبط النجاح بالقدرة على بناء جسور الثقة وتحقيق الأهداف. حكيم حجوّي، السفير المغربي في المملكة المتحدة، يمثل نموذجًا نادرًا لهذا النوع من الدبلوماسيين الذين يعملون بصمت لكن نتائجهم تتحدث بصوت عالٍ.
حجوّي، الذي قضى سنوات في مناصب عليا بمجموعة OCP قبل التحاقه بالسلك الدبلوماسي، استطاع أن يرسخ مكانة المغرب في الأوساط السياسية البريطانية، خصوصًا خلال فترة حاسمة شهدت إعلان دعم لندن لخطة الحكم الذاتي المغربية. علاقاته العميقة التي نسجها بحنكة مع عدد من صانعي القرار البريطانيين، بدءًا من فترة كان فيها بعضهم في صفوف المعارضة، كانت عاملاً حاسماً في هذا الإنجاز. فقد عرف كيف يفتح لهؤلاء الباب نحو القارة الإفريقية، حيث تعززت مكانة المغرب كقوة رائدة ومركز استراتيجي، ما جعل من الرباط نقطة ارتكاز لا غنى عنها في علاقات بريطانيا الجديدة مع أفريقيا بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي.
كما لعب حجوّي دور الوسيط الذكي الذي ساعد في تكوين شبكة داعمة للمغرب بين الوجوه السياسية البارزة في بريطانيا، مثل ليام فوكس وسيمون مايال، الذين لم يترددوا في الدفاع عن السيادة المغربية على الصحراء في تصريحاتهم وكتاباتهم، مما عزز الحضور الدبلوماسي للمغرب على الساحة البريطانية.
ورغم هذا الدور الحيوي، يظل حجوّي بعيدًا عن الأضواء، حيث يوصف بأنه رجل متواضع يضع خدمة وطنه فوق كل اعتبار. زملاؤه ومعارفه يثنون على أخلاقه ومهنية تعكس صورة دبلوماسي بارع لا يسعى للظهور، بل للعمل المخلص من أجل مصلحة بلاده.