من تندوف إلى طهران: تحالفات الظل بين البوليساريو وإيران في ضوء كتاب أنور مالك
من تندوف إلى طهران: تحالفات الظل بين البوليساريو وإيران في ضوء كتاب أنور مالك

الدار/ خاص
في عمل أدبي جديد يثير الكثير من التساؤلات، يسلّط الكاتب والحقوقي أنور مالك الضوء على ما يعتبره واحداً من أخطر التحالفات الخفية في المنطقة، من خلال كتابه الجديد الذي جاء تحت عنوان: “البوليساريو وإيران: أسرار الإرهاب من طهران إلى تندوف”.
الكتاب يفتح نافذة على ما يصفه المؤلف بـ”شبكة إجرامية عابرة للحدود”، تضم أجهزة استخباراتية ومليشيات ومرتزقة، اجتمعوا في محور واحد تحت غطاء شعارات زائفة.
وما يثير الانتباه في مضمون الكتاب ليس فقط الكشف عن الروابط السرية بين النظام الإيراني والبوليساريو، بل أيضاً إشراك نظام الجزائر العسكري في تسهيل مرور مقاتلين من مخيمات تندوف إلى ساحات الصراع في سوريا، حيث التحقوا بميليشيات موالية للنظام السوري. وبحسب ما يورده أنور مالك، فإن هذه العمليات لم تكن عشوائية، بل تمت بتنسيق استخباراتي ثلاثي، تدعمه صفقات مالية ومكافآت من نوع آخر.
الكاتب يذهب إلى أبعد من ذلك، فيُبرز كيف تحولت الجبهة الانفصالية التي تُقدّم نفسها كحركة “تحررية” إلى أداة طيعة في يد أجندات خارجية، لا علاقة لها لا بالتحرير ولا بالدفاع عن الحقوق. فبدلاً من أن تقود نضالاً مشروعاً، إذا بها تصبح جزءاً من آلة قمع وترويع في مسارح نزاع خارجي لا يعنيها، بحسب وصف المؤلف.
الكتاب لا يقتصر على السرد، بل يتضمن معلومات ومعطيات توثيقية، تتيح للباحثين والمهتمين فهماً أعمق لعلاقات خطيرة طالما ظلت طيّ الكتمان. ويبدو أن ما ورد في هذا الإصدار يشكل مرجعاً جديداً لفهم أبعاد الصراع الجيوسياسي في شمال إفريقيا والشرق الأوسط، من زاوية غير تقليدية.