أخبار الدارأخبار دوليةسلايدر

باكستان شريك استراتيجي قوي للمغرب في تطوير الصناعة العسكرية بالمملكة

باكستان شريك استراتيجي قوي للمغرب في تطوير الصناعة العسكرية بالمملكة

الدار/ تحليل

في ظل توجه المملكة المغربية نحو بناء صناعة عسكرية وطنية متقدمة، تبرز باكستان كأحد الشركاء المثاليين لهذا المشروع الاستراتيجي، نظراً لخبرتها الطويلة ومكانتها المتقدمة في هذا المجال الحيوي. فالدولة الآسيوية المسلمة التي خاضت لعقود صراعاً محتدماً مع جارتها الهند، اضطرت إلى تطوير صناعتها الدفاعية محلياً، مما منحها قاعدة تقنية وصناعية واسعة تغطي مختلف فروع الصناعات العسكرية.

خلال السنوات الماضية، تمكنت باكستان من بلوغ مستويات متقدمة في إنتاج أسلحة خفيفة وثقيلة، وتطوير منظومات صواريخ متعددة تشمل صواريخ أرض-أرض، أرض-جو، وسطح-سطح، بالإضافة إلى معدات مضادة للدروع. كما أن البلاد راكمت تجربة مهمة في مجال تصنيع الدبابات والمدرعات، وبنت قاعدة صناعية بحرية وجوية متكاملة، كان أبرز إنجازاتها طائرة JF-17 التي تم تطويرها بشراكة مع الصين.

التعاون الباكستاني-الصيني في هذا المجال شكّل رافعة قوية لتقدم الصناعات الدفاعية الباكستانية، وهو ما يجعل إسلام آباد شريكًا ذا قيمة مضافة بالنسبة لدول صاعدة مثل المغرب تسعى إلى توطين الصناعات العسكرية وتقليص الاعتماد على الخارج.

وعلى مدار السنوات الماضية، أبدت باكستان استعدادها الكامل لتقاسم خبراتها ونقل التكنولوجيا إلى بلدان شقيقة، وهو ما يجعل من الرباط وجهة منطقية لأي شراكة مستقبلية في هذا السياق. ويعزز هذا التقارب موقف باكستان الواضح والداعم لوحدة وسيادة المغرب، في وقت ما تزال فيه بعض الدول — مثل الهند — تمسك العصا من الوسط في ملف الصحراء المغربية، بحكم اعتبارات دبلوماسية تخص علاقتها بالجزائر.

رغم أن الهند قطعت شوطًا مهمًا في تطوير صناعتها الدفاعية، إلا أن موقفها المتذبذب في شمال إفريقيا وارتباطها بجبهة “البوليساريو” خلال فترات معينة، يجعل خيار الانفتاح على باكستان أكثر انسجامًا مع أولويات المغرب السيادية.

إن بناء صناعة عسكرية مغربية حديثة يتطلب الانفتاح على شركاء موثوقين يمتلكون الخبرة والإرادة لنقل المعرفة، ومن هنا تبرز أهمية التعاون مع دول مثل باكستان، التي لا تحمل فقط خبرة صناعية بل أيضًا مواقف سياسية منسجمة مع مصالح المغرب الاستراتيجية.

زر الذهاب إلى الأعلى