
الدار/ خاص
حلّ وفد رفيع المستوى من كلية الدفاع الوطني الهندية بالمغرب، في زيارة رسمية تمتد من 1 إلى 7 يونيو الجاري. وترأس الوفد اللواء أجاي كومار سينغ، ويضم 16 من كبار ضباط الجيش، من بينهم خمسة ضباط يمثلون دولًا صديقة، في مؤشر على الطابع الدولي للتكوين الدفاعي بالهند واهتمامه بالعلاقات متعددة الأطراف.
وقد استُهلت الزيارة بلقاء رسمي في مقر السفارة الهندية بالرباط، حيث كان في استقبال الوفد السفير الهندي سانجاي رانا، الذي قدم عرضًا مفصلًا حول تطور العلاقات بين البلدين، لاسيما في المجالين الدفاعي والدبلوماسي، مشيرًا إلى الأهمية الاستراتيجية التي يوليها الطرفان لتعزيز التعاون في مجالات الأمن، التكوين العسكري، وتبادل الخبرات.
ومن أبرز محطات هذه الزيارة، حلّ الوفد بميناء طنجة المتوسط، أحد أكبر الموانئ في إفريقيا والعالم، الذي يُعد منصة لوجستية محورية تربط بين الضفتين المتوسطية والأطلسية. وقد تم تقديم شروحات موسعة لأعضاء الوفد حول البنية التحتية المتطورة للميناء، ودوره الحيوي في تسهيل التجارة الدولية وتعزيز ربط القارات عبر بوابة المغرب.
وتندرج هذه الزيارة في إطار الجهود المستمرة لتعميق التنسيق بين الرباط ونيودلهي في مجالات حيوية تشمل التجارة، الربط البحري، والبنيات التحتية اللوجستية، إلى جانب التعاون الدفاعي الذي يشهد بدوره دينامية لافتة. ويُنتظر أن يُجري الوفد سلسلة لقاءات مع مسؤولين عسكريين وإداريين مغاربة لاستكشاف آفاق جديدة للشراكة وتبادل الخبرات، بما يُعزز الاستقرار الإقليمي ويخدم مصالح البلدين في سياق جيوسياسي متغير.
وتُبرز هذه الزيارة، التي تأتي في وقت يشهد فيه العالم تحولات كبرى على المستويين الأمني والاقتصادي، الرغبة المشتركة في توطيد علاقات استراتيجية متعددة الأبعاد، تُعلي من منطق الشراكة جنوب-جنوب وتُمهّد لبناء نموذج تعاون ناجح بين بلدين ينتميان إلى منطقتين حيويتين في العالم.