أخبار الدارأخبار دوليةسلايدر

تشانغشا تستعد لاحتضان الدورة الرابعة من المعرض الصيني-الأفريقي.. تعاون ينبض بالحياة بين القارتين

تشانغشا تستعد لاحتضان الدورة الرابعة من المعرض الصيني-الأفريقي.. تعاون ينبض بالحياة بين القارتين

الدار/ تقارير

بدأ العد التنازلي لانطلاق فعاليات الدورة الرابعة من المعرض الاقتصادي والتجاري الصيني-الأفريقي، والتي ستحتضنها مدينة تشانغشا، عاصمة مقاطعة هونان وسط الصين، خلال الفترة الممتدة من 12 إلى 15 يونيو الجاري. وتأتي هذه الدورة تحت شعار “الصين وأفريقيا: معًا نحو التحديث”، لتجسد روح التعاون والانفتاح المتبادل بين بكين ودول القارة السمراء.

وقد شكل وصول أول شحنة من الشاي الكيني إلى جمارك تشانغشا في أواخر مايو – بوزن بلغ 225 كيلوجراماً – انطلاقة رمزية لمعرض هذا العام، ما يؤكد البعد العملي للشراكة الاقتصادية التي تربط الجانبين.

ويُتوقع أن تستقطب هذه الدورة أكثر من 28 ألف مشارك من مختلف أنحاء العالم، من بينهم ممثلون عن 48 دولة أفريقية، وتسع منظمات دولية، إلى جانب 27 مقاطعة صينية، في وقت تجاوز فيه عدد الشركات والمؤسسات المسجلة للمشاركة 4700 جهة.

ولأول مرة، يخصص المعرض منطقة متكاملة لعرض المنتجات الأفريقية ذات الطابع المميز، وسط أجواء تفاعلية تتيح للزوار التعرف على ثقافات وأساليب حياة متنوعة. كما تم توسيع فضاء تذوق الأطعمة، ليمثل تجربة حسية تدمج بين المطبخين الصيني والأفريقي، في مشهد يعكس التقاء الحضارات.

وبحسب يانغ يي، المدير العام لشركة “هونان يويفي” للاستثمار الصناعي، فإن المعرض يركز هذا العام على تعزيز الجانب التسويقي عبر المزج بين العروض الواقعية وفعاليات التسوق الإلكتروني، سعياً لتحويل الإقبال الشعبي إلى فرص اقتصادية ملموسة.

وفي خطوة داعمة لهذا التوجه، بدأ تشغيل مبنى الاقتصاد والتجارة بين الصين وأفريقيا في فبراير الماضي، كمقر دائم للمعرض، وقد نجح بالفعل في جذب نحو 35 شركة تعمل في مجالات حيوية مثل صناعة السيارات، والآلات الهندسية، والمنتجات الزراعية، والتكنولوجيا المتعلقة بالطاقة.

وستشهد دورة هذا العام تدشين منصتين رقميتين جديدتين داخل هذا المبنى، هما مركز “أمازون” للابتكار الصناعي، والمجمع الصناعي للتجارة الإلكترونية بين الصين وأفريقيا على منصة “علي إكسبريس”، ما يعكس حرص المنظمين على تعزيز البنية التحتية الرقمية للتعاون الاقتصادي.

من جهتها، قامت جمارك تشانغشا بتوفير إجراءات جمركية مرنة لضمان انسيابية عمليات الاستيراد والتصدير خلال المعرض، بما في ذلك تخصيص نوافذ جمركية خاصة للمعروضات، وتطبيق نظام “التفتيش والإفراج الموحد” لتسريع العمليات، مع السماح بدخول مؤقت لبعض المنتجات النباتية والحيوانية الأفريقية غير المسجلة.

منذ انطلاقه عام 2019، تحول المعرض إلى إحدى أبرز منصات التعاون الصيني-الأفريقي، حيث يشكل فضاءً لتبادل التكنولوجيا والابتكار والخبرات. وستشمل دورة هذا العام أجنحة مخصصة لقطاعات واعدة، كالتعدين الذكي، والطاقة النظيفة، والمكننة الزراعية الحديثة، ومعدات البناء، إلى جانب أكثر من 30 فعالية اقتصادية وتجارية متنوعة.

بهذا الزخم والتنوع، يبدو أن المعرض هذا العام لا يكتفي بعرض منتجات، بل يسعى إلى تجسيد رؤية استراتيجية تمتد إلى المستقبل، حيث يشكل التعاون الصيني-الأفريقي حجر الزاوية في رسم ملامح اقتصاد عالمي أكثر توازناً وانفتاحاً.

زر الذهاب إلى الأعلى