
الدار/ تقارير
في مداخلة له خلال ندوة نظمتها دار النشر “دار التوحيدي” بالعاصمة الرباط، والتي خُصصت لموضوع “العلاقات المغربية-الصينية في ظل 25 سنة من الحكم”، دعا الدكتور ناصر بوشيبة، رئيس جمعية التعاون الإفريقي الصيني للتنمية، إلى تطوير نموذج شراكة متوازنة ومثمرة بين الصين والقارة الإفريقية، مستندًا في ذلك إلى التجربة الصينية الرائدة في التنمية.
وقد عُقدت الندوة بحضور عدد من الشخصيات البارزة، من بينها سعادة سفير جمهورية الصين الشعبية بالمغرب، السيد لي تشانغلين، والسيدة كريمة اليتريي، مديرة معهد كونفوشيوس بجامعة محمد الخامس، وتحت إشراف الأستاذ بشير الزناكي.
وخلال كلمته، شدد الدكتور بوشيبة على أهمية استلهام الدروس من النموذج الصيني، الذي وصفه بـ”الفعّال”، كونه نابعًا من عمق حضاري ومسنودًا بمنظومة مؤسساتية قوية يقودها الحزب الشيوعي الصيني. وأوضح أن هذا النموذج يقوم على منطق التحسين المستمر والتخطيط الاستراتيجي البعيد المدى، ما مكن الصين من الارتقاء إلى مصاف القوى العالمية المؤثرة، خاصة في ظل عالم يشهد تحولات جيواستراتيجية متسارعة.
وأضاف أن الصين باتت تمثل اليوم مصدر استقرار ورؤية طموحة في مجالات الابتكار والتكنولوجيا، وهو ما يشكل فرصة استراتيجية للقارة الإفريقية، بما فيها المغرب، للانخراط في مشاريع شراكة تقوم على تبادل المنافع، ونقل المعرفة، وتطوير حلول تنموية تراعي أولويات الشعوب الإفريقية.
وأشار الدكتور بوشيبة إلى أن استثمارات الصين في البحث العلمي والتطوير تجاوزت 500 مليار دولار خلال سنة 2024، مما يجعل من التعاون العلمي والتكنولوجي بين الصين وإفريقيا ضرورة ملحة لتأمين موقع القارة في الاقتصاد العالمي، وتعزيز سيادتها في المجالات الحيوية.
وفي ما يتعلق بقضية الصحراء المغربية، أكد الدكتور بوشيبة أن الحاضرين عبّروا، في جو يسوده الاحترام وروح الصداقة، عن تطلعهم إلى انخراط الصين، بصفتها شريكًا استراتيجيًا وقوة دولية صاعدة، في الدينامية الدولية المتزايدة الداعمة لمغربية الصحراء، معتبرين أن هذه الخطوة أصبحت أكثر من منطقية في ظل العلاقات التاريخية المتينة التي تجمع البلدين.
من جانبه، أوضح السفير الصيني بالرباط أن ملف الصحراء يحظى بعناية خاصة داخل السفارة، مشيرًا إلى أن الترجمات التي تم إنجازها بخصوص هذه القضية إلى اللغة الصينية ساهمت في إعداد توصيات رُفعت إلى الجهات المعنية في بكين. واعتبر أن أي تطور إيجابي في موقف الصين سيشكل دفعة قوية للتعاون الإقليمي والتنمية القارية.
واختتم الدكتور ناصر بوشيبة مداخلته بالتأكيد على أن تعزيز العلاقات المغربية-الصينية على أسس من التكامل والاحترام المتبادل، لا يخدم فقط مصالح الطرفين، بل يُعد خيارًا استراتيجيًا لمستقبل القارة الإفريقية في بيئة دولية متعددة الأقطاب.