سلايدرمغرب

المغرب يعزز قدراته الاستخباراتية: صفقة مرتقبة لاقتناء طائرات استطلاع متطورة

الدار/ خاص

يستعد المغرب لتوسيع قدراته في مجال الاستخبارات والاستطلاع من خلال صفقة مرتقبة لاقتناء طائرات مراقبة واستخبارات متقدمة من طراز Bombardier Global 6500، المصنّعة في كندا، والمعدلة لتأدية مهام عسكرية متقدمة في مجالات الرصد، التجسس الإلكتروني، والمراقبة البحرية والبرية.

ووفقاً لتسريبات متطابقة مدعومة بمحتوى فيديو ترويجي، ظهرت هذه الطائرات الكندية المتطورة وهي تحلّق إلى جانب مقاتلات مغربية من طراز F-16، بالإضافة إلى طائرات مسيّرة مسلّحة من نوع Wing Loong II الصينية وBayraktar TB2 التركية، في مشهد يعكس تكامل العناصر الجوية ضمن منظومة دفاعية استخباراتية متعددة المصادر.

الصفقة، التي لم تُعلن رسمياً بعد، تشمل حالياً إعداد طائرتين على الأقل، بتجهيزات متقدمة توفرها شركتا L3Harris الأمريكية وElta Systems الإسرائيلية، إحداهما مختصة في أنظمة الاتصالات والتهديف، والأخرى رائدة في تطوير أجهزة الرصد والرادارات المتطورة. وقد شرعت Elta Systems فعلياً في فتح فرع محلي لها بالمغرب، ما يؤشر على انطلاق شراكة صناعية تقنية تهدف إلى نقل التكنولوجيا وتطوير قدرات الصيانة والتجميع والتكوين داخل التراب المغربي.

هذا التعاون يعزز موقع المغرب كفاعل صاعد في مجال الصناعات الدفاعية الذكية، ويتيح له الاستفادة من الخبرات الإسرائيلية والأمريكية في تهيئة أنظمة الرصد البحري، والمسح الإلكتروني، وكشف التهديدات البرية، وتكامل المعطيات في الزمن الحقيقي.

باقتناء هذا النوع من الطائرات، سيصبح المغرب ضمن نادي النخبة الذي يضم دولاً متقدمة مثل الولايات المتحدة وكندا وألمانيا، والتي تستخدم طائرات الأعمال المعدّلة لأغراض عسكرية واستخباراتية. وتتميّز طائرات Bombardier Global 6500 بمدى طيران يتجاوز 12 ألف كيلومتر، وقدرتها على التحليق لفترات طويلة، ما يجعلها مثالية لمهام المراقبة الجوية الممتدة، وجمع المعلومات الاستخباراتية المعقدة في بيئات متعددة التضاريس والتهديدات.

يتماشى هذا التطور مع استراتيجية المغرب الرامية إلى تحديث بنيته العسكرية وتعزيز تفوقه التقني في محيطه الإقليمي، خاصة في ظل التحديات الأمنية المتزايدة بمنطقة الساحل والصحراء، وتنامي التهديدات غير المتناظرة كالإرهاب والجريمة المنظمة والتهريب عبر الحدود.

كما يعكس هذا التوجه رغبة المغرب في التحول من مجرد مستورد للسلاح إلى شريك صناعي وتقني، قادر على تطوير نظم دفاعه باستقلالية أكبر، وتعزيز صناعة عسكرية وطنية تواكب التطور التكنولوجي العالمي.

من خلال هذا النوع من الصفقات الذكية، لا يراهن المغرب فقط على امتلاك معدات متطورة، بل على بناء منظومة متكاملة للردع والاستباق والسيطرة المعلوماتية، بما يضمن له مكانة قوية في المعادلات الاستراتيجية الإقليمية والدولية، ويمنحه قدرة أفضل على حماية حدوده ومصالحه الحيوية.

زر الذهاب إلى الأعلى