غير مصنف

حقول اللافندر في شينجيانغ… لوحة طبيعية تسحر الزوار وتنعش الاقتصاد المحلي

الدار/ خاص

في لوحة ساحرة تمزج بين الطبيعة والفن، تحوّلت حقول اللافندر في محافظة هوتشنغ، بمنطقة شينجيانغ الويغورية ذاتية الحكم شمال غربي الصين، إلى مقصد سياحي خلاب، يجتذب آلاف الزوار كل صيف، ويمنح المنطقة دفعة اقتصادية متزايدة.

وتُعد محافظة هوتشنغ، الواقعة عند سفوح جبال تيانشان الشهيرة، من أبرز المناطق الصينية إنتاجاً لللافندر، حيث تشتهر بمناخها القاري الجاف وتربتها الغنية، وهما عاملان مثاليان لنمو هذه الزهرة العطرية التي يعود أصلها إلى منطقة البحر الأبيض المتوسط. وتغطي الحقول في هوتشنغ أكثر من 3,500 هكتار من اللافندر، مما يجعلها واحدة من أكبر القواعد الزراعية لزراعة اللافندر في آسيا.

مع بداية موسم التفتح في شهر يونيو من كل عام، تمتد بساطات بنفسجية على مدّ البصر، حيث تُطلق الأزهار عطرها المميز في الأرجاء، ما يجعل من المكان وجهة مفضّلة لعشاق التصوير والطبيعة، فضلًا عن الأزواج الذين يقصدونه لالتقاط صور الزفاف وسط الألوان الساحرة.

ولا يقتصر دور هذه الحقول على الجمال البصري فقط، بل تشكل محورًا اقتصاديًا مهمًا، إذ تنتج المنطقة سنويًا أكثر من 40 طنًا من زيت اللافندر النقي، يتم تصديره إلى مختلف أنحاء العالم، لاستخدامه في الصناعات التجميلية والعلاجية والعطرية. كما شهدت السنوات الأخيرة توسعًا في الصناعات المرتبطة باللافندر مثل صناعة الصابون الطبيعي، والشموع المعطرة، ومنتجات العناية بالبشرة، وهو ما ساهم في خلق مئات فرص العمل للسكان المحليين، خاصة من الأقليات العرقية.

السلطات المحلية في شينجيانغ أولَت اهتمامًا متزايدًا بالسياحة البيئية، وعملت على تطوير البنية التحتية في المناطق الزراعية، من خلال إنشاء مرافق استقبال سياحي، وممرات خشبية وسط الحقول، ومراكز لعرض منتجات اللافندر، بما يعزز من قدرة المنطقة على استقبال الزوار المحليين والأجانب.

وإلى جانب السياحة والزراعة، يشكل مهرجان اللافندر السنوي حدثًا ثقافيًا مميزًا في شينجيانغ، حيث تُنظّم فعاليات فنية وتراثية تُعرّف الزوار بثقافة الويغور المحلية، في مزيج فريد يجمع بين الطبيعة والتراث والاقتصاد الأخضر.

بهذه المقومات، تُواصل شينجيانغ تعزيز حضورها كوجهة سياحية طبيعية متميزة على خريطة السياحة الداخلية في الصين، وتؤكد أن الجمال الطبيعي يمكن أن يكون أداة قوية للتنمية المستدامة وتعزيز التعايش الثقافي.

زر الذهاب إلى الأعلى