أخبار الدارأخبار دوليةسلايدر

بنما تنضم لقائمة الدول المعترفة بمغربية الصحراء: تحوّل دبلوماسي يعكس تآكل جبهة الانفصال

بنما تنضم لقائمة الدول المعترفة بمغربية الصحراء: تحوّل دبلوماسي يعكس تآكل جبهة الانفصال

الدار/ تحليل

في قرار جديد يعزز الزخم الدبلوماسي المتنامي لصالح مغربية الصحراء، أعلنت جمهورية بنما رسميًا تأييدها لموقف المملكة المغربية بشأن قضية الصحراء، لتنضم بذلك إلى قائمة متنامية من الدول اللاتينية التي اختارت الانحياز للشرعية الدولية والوحدة الترابية للمغرب.

هذا الاعتراف لا يُعتبر مجرد إجراء رمزي، بل يعكس تحولًا استراتيجيًا في مواقف عدد من بلدان أمريكا اللاتينية، التي طالما شكّلت تاريخيًا خزّانًا دبلوماسيًا لجبهة “البوليساريو”. اليوم، تبدو هذه الجبهة الانفصالية في وضع لا تُحسد عليه، بعدما بدأت تفقد تدريجيًا ما تبقّى من حلفائها في مختلف القارات، وعلى رأسها أمريكا الجنوبية.

التحول البنمي، في جوهره، هو تعبير عن وعي متزايد بعدم واقعية الطروحات الانفصالية، وعن إدراك متصاعد داخل المنتظم الدولي بأن مبادرة الحكم الذاتي التي طرحها المغرب تظل الحل الأكثر جدية ومصداقية وواقعية للنزاع المفتعل حول الصحراء.

ويرى متابعون أن الموقف البنمي ليس معزولًا، بل يأتي ضمن سلسلة من القرارات المماثلة التي اتخذتها دول أخرى في المنطقة مثل السلفادور، غواتيمالا، الدومينيكان، وباراغواي، والتي اختارت أن تتماشى مع منطق الواقعية السياسية والشرعية الدولية، عوض الارتهان لأطروحات انفصالية ثبت فشلها سياسياً وقانونياً على مدى عقود.

وبينما يواصل المغرب حصد المزيد من الدعم السياسي والدبلوماسي عبر القارات، تُظهر جبهة “البوليساريو” مزيدًا من التراجع والعزلة، خصوصًا في ظل غياب أي أفق تفاوضي حقيقي تدعمه أطروحتها، مقابل انفتاح مغربي دائم على الحلول السلمية ورفض أي مغامرات أو مسارات غير واقعية.

من جهتها، تواصل الدبلوماسية المغربية لعب أدوار حاسمة وممنهجة، مستثمرة في العمق الاستراتيجي لعلاقاتها الدولية، بما يعكس نضج رؤيتها وتماسك خطابها، في مقابل ارتباك خطاب الجبهة الانفصالية التي باتت عاجزة عن استيعاب المتغيرات الجيوسياسية والإقليمية.

إن موقف بنما، إذن، لا يحمل فقط بُعدًا سياسيًا آنياً، بل يؤشر على تحول بنيوي في موازين القضية، بما يعزز فكرة أن الحلول الوهمية لا تصمد أمام الحقيقة والتاريخ، وأن زمن الاصطفاف خلف مشاريع انفصالية دون أفق قد ولّى إلى غير رجعة.

زر الذهاب إلى الأعلى