المغرب يرفض الاصطفاف وراء طهران: موقف ثابت ضد نظام يدعم الانفصال والإرهاب

الدار/ تحليل
في خضم البيان المشترك الذي وقّعته مصر و21 دولة إسلامية لإدانة الضربات الإسرائيلية على إيران، لفت الموقف المغربي الأنظار بتميّزه وصرامته.
فقد اختار المغرب النأي بنفسه عن أي تضامن مع النظام الإيراني، مستندًا إلى قناعات استراتيجية وأمنية راسخة.
ويأتي هذا الموقف في سياق متوتر من العلاقات بين الرباط وطهران، التي انقطعت منذ سنوات، بعد اتهامات موثقة من طرف السلطات المغربية تفيد بتورط إيران، عبر ذراعها العسكري “حزب الله”، في دعم وتدريب وتسليح جبهة “البوليساريو” الانفصالية، بالتنسيق مع الجزائر.
تحليلات من مراكز دراسات موثوقة، مثل “المعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية” و”مركز المستقبل للأبحاث”، تشير إلى أن المغرب يتعامل مع التهديد الإيراني ليس فقط من منظور إقليمي، بل كجزء من شبكة نفوذ توسعية تسعى طهران إلى تثبيتها في شمال إفريقيا، عبر تغذية النزاعات والانفصال وخلق مناطق توتر تخدم مصالحها الجيوسياسية.
ويرى مراقبون أن هذا الموقف لا يعني تأييد المغرب للضربات ضد إيران، بل يؤكد على استقلالية قراره السياسي، ورفضه لمعادلات “المظلومية” التي تحاول طهران فرضها على الرأي العام الإسلامي، في حين تواصل تمويل وتسليح جماعات تهدد سيادة الدول، وفي مقدمتها المملكة المغربية.
ويؤكد المغرب، عبر قنواته الرسمية وغير الرسمية، أن معركته مع النظام الإيراني لا تتعلق بخلاف دبلوماسي ظرفي، بل بصراع مبدئي حول احترام وحدة الدول وسيادتها، ورفض كل أشكال التدخل الخارجي تحت غطاء “المقاومة” أو “نصرة القضايا العادلة”، حين تكون في حقيقتها مجرد أدوات لزعزعة الأمن الإقليمي.
وبذلك، يثبت المغرب مرة أخرى أنه لا يساوم على أمنه القومي ولا على وحدته الترابية، مهما كانت الضغوط أو الاصطفافات الإقليمية، في وقت يراهن فيه على تحالفات عقلانية قائمة على الاحترام المتبادل ومكافحة الإرهاب، لا على الانخراط في أجندات مشبوهة تهدد استقرار المنطقة.