أخبار الدارأخبار دوليةسلايدر

ضغوطات دولية تكشف المستور.. الجزائر تأمر البوليساريو بإرجاع أسلحة إيرانية لتفادي تصنيفها إرهابية

ضغوطات دولية تكشف المستور.. الجزائر تأمر البوليساريو بإرجاع أسلحة إيرانية لتفادي تصنيفها إرهابية

الدار / تحليل

أفادت مصادر موثوقة بأن السلطات الجزائرية أصدرت تعليمات عاجلة وغير معلنة لجبهة “البوليساريو” الانفصالية بضرورة إعادة ترسانة من الأسلحة والطائرات المسيّرة التي حصلت عليها من إيران خلال الأشهر الماضية، وذلك في محاولة لتفادي تصنيف الجبهة كـ”تنظيم إرهابي” من قبل بعض الأطراف الإقليمية والدولية المؤثرة.

هذه المعطيات التي تتقاطع مع تقارير استخباراتية غربية تُسلّط الضوء على مدى تشابك المصالح بين النظام الجزائري ونظام طهران، وتكشف عمق التنسيق العسكري بين الطرفين.

وبحسب ما أوردته تقارير من دوائر غربية مهتمة بالأمن الإقليمي، فإن إيران قامت على مدى الأشهر الماضية بتزويد جبهة البوليساريو بطائرات بدون طيار من طرازات مختلفة، بعضها يُستخدم لأغراض الاستطلاع، وبعضها الآخر يحمل إمكانيات هجومية. ويُرجح أن عملية التسليم تمت عبر وسطاء ونقاط عبور خفية في الساحل الإفريقي، تحت إشراف استخبارات الحرس الثوري الإيراني وبغطاء لوجستي جزائري.

وفي سياق متصل، أشار تقرير صادر عن مركز أبحاث أوروبي مختص في شؤون الأمن والدفاع إلى أن “هناك إشارات متزايدة على دعم إيراني مباشر للبوليساريو، قد يُحوّل الصراع في الصحراء إلى ساحة مواجهة بالوكالة”، وهو ما قد يضع الجزائر في موقف محرج أمام حلفاء غربيين تعتبرهم شركاء استراتيجيين في ملفات أمنية هامة.

التحرك الجزائري العاجل لإعادة الأسلحة الإيرانية يأتي على ما يبدو استباقًا لتحركات بعض الجهات داخل الكونغرس الأمريكي ومؤسسات أوروبية تدعو إلى إدراج البوليساريو على قوائم المنظمات الإرهابية، مستندين إلى “الدعم العسكري الإيراني للجبهة” وعلاقاتها بجهات متطرفة تنشط في الساحل والصحراء.

وذكرت مصادر دبلوماسية أن فرنسا، التي راجعت أخيرًا مقاربتها إزاء التوتر في المنطقة، باتت تنظر بقلق إلى تقاطع الدعم الإيراني للبوليساريو مع نشاط مجموعات مسلحة في منطقة الساحل، وهو ما قد يهدد مصالح باريس وشركائها الأوروبيين هناك.

ويُنظر إلى خطوة استرجاع الأسلحة على أنها مناورة تكتيكية من الجزائر لدرء الضغوط الغربية، لكنها في الآن ذاته تحمل دلالات اعتراف غير مباشر بوجود دعم عسكري فعلي كانت تُنكره في السابق. كما أن هذا السلوك يعزز القناعة بأن الجزائر تلعب أدوارًا مزدوجة: فهي من جهة تتحدث عن “حل سياسي” للنزاع في الصحراء، ومن جهة أخرى تُغذي الصراع بإمدادات عسكرية وتحالفات غير شفافة.

في المقابل، يجد المغرب نفسه اليوم في موقف أكثر قوة على الساحة الدولية، مدعومًا بمواقف واضحة من قوى كبرى ترفض المساس بوحدته الترابية وتندد بأي دعم عسكري للجماعات الانفصالية. وقد سبق للرباط أن نبّهت مرارًا إلى خطر تحول مخيمات تندوف إلى “ملاذ آمن” للجماعات المسلحة والمتطرفة، وهو ما بدأ اليوم يلقى آذانًا صاغية في الدوائر الغربية.

زر الذهاب إلى الأعلى