سلايدرمغرب

من العيون.. ولد الرشيد: الأقاليم الجنوبية، منذ المسيرة الخضراء، عرفت تحولات كبرى على كافة المستويات

الدار/ أحمد البوحساني

احتضنت مدينة العيون ندوة وطنية نظمها مجلس المستشارين، حملت عنوانًا دالًا: “الصحراء المغربية: من شرعية التاريخ إلى رهانات المستقبل”. هذه المبادرة، التي نُظمت في قلب الأقاليم الجنوبية، جاءت في توقيت دقيق لتعزيز النقاش المؤسساتي حول التطورات التي تعرفها القضية الوطنية، من زواياها التنموية والدبلوماسية والاستراتيجية.

وخلال الجلسة الافتتاحية، عبّر محمد ولد الرشيد، باسم مجلس المستشارين، عن اعتزازه الكبير باحتضان العيون لهذا الحدث، مؤكداً أن اختيار المدينة يحمل رسائل سياسية قوية، بالنظر إلى موقعها المحوري في مسار الوحدة الترابية، ولما تشهده من دينامية تنموية غير مسبوقة، جعلت منها نموذجًا رائدًا في البناء الجهوي المتوازن.

وأكد ولد الرشيد أن الأقاليم الجنوبية، منذ المسيرة الخضراء، عرفت تحولات كبرى على كافة المستويات، بدءًا من عهد جلالة الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه، وصولًا إلى العهد الميمون لجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، الذي جعل من الصحراء المغربية ركيزة أساسية في المشروع التنموي الوطني، من خلال الاستثمار في الإنسان والمجال، وإطلاق مشاريع استراتيجية مهيكلة، ترتكز على النموذج التنموي الجديد، وخيار الجهوية المتقدمة.

ولم يغفل ولد الرشيد في مداخلته التأكيد على الأدوار التاريخية والوطنية التي اضطلعت بها قبائل الصحراء المغربية وشيوخها، والشرعية الديمقراطية التي يمثلها المنتخبون الذين اختارهم سكان الأقاليم الجنوبية بحرية وشفافية، وهو ما أشار إليه جلالة الملك محمد السادس بوضوح في خطابه بمناسبة الذكرى 46 للمسيرة الخضراء، حيث اعتبر أن هؤلاء المنتخبين هم الممثلون الحقيقيون للساكنة.

واعتبر ولد الرشيد أن الدينامية الدبلوماسية التي يقودها المغرب، بقيادة جلالة الملك، أثمرت مكاسب متتالية على مستوى الاعتراف الدولي بسيادة المملكة على أقاليمها الجنوبية، وتزايد الدعم لمبادرة الحكم الذاتي كحل واقعي وذي مصداقية لإنهاء النزاع الإقليمي المفتعل، مضيفًا أن هذه المكاسب ما كانت لتتحقق لولا التماسك الداخلي والإجماع الوطني حول القضية.

كما أشاد بالدور الحيوي الذي تلعبه القوى السياسية والنقابية والمهنية الممثلة داخل مجلس المستشارين، في الدفاع عن مغربية الصحراء، سواء داخل الوطن أو عبر الترافع البرلماني في المحافل الدولية، مؤكدًا أن المجلس جعل من هذه القضية أولوية ثابتة ضمن استراتيجيته التشريعية والاستشارية، ومن ذلك إحداث مجموعة عمل موضوعاتية خاصة لمواكبة الملف الوطني الأول.

وتسعى الندوة، بحسب المنظمين، إلى توسيع فضاء النقاش حول مختلف الرهانات المستقبلية المرتبطة بالصحراء المغربية، من خلال الانفتاح على كافة المكونات المحلية، من شيوخ القبائل، والنخب السياسية، والفاعلين المدنيين، في مسعى لبناء تصور جماعي يعزز آليات الترافع ويرسخ حضور الأقاليم الجنوبية كمحور استراتيجي في مستقبل المغرب.

وفي ختام كلمته، وجّه ولد الرشيد تحية تقدير لكل من ساهم في تنظيم هذا اللقاء الوطني، معربًا عن أمله في أن تُترجم خلاصات النقاش إلى توصيات عملية تسهم في تقوية الجبهة الداخلية، وتعزيز الدبلوماسية البرلمانية الموازية، في خدمة قضية لا تقبل المساومة: الوحدة الترابية للمملكة.

زر الذهاب إلى الأعلى