سلايدرمال وأعمال

شراكة جديدة تعزز الربط الجوي بين المغرب والصين: مذكرة تفاهم بين الخطوط الجوية “تشاينا إيسترن” والمكتب الوطني المغربي للسياحة

الدار/ خاص

في اتفاقية جديدة تروم تعزيز التعاون السياحي والاقتصادي بين المغرب والصين، تم التوقيع على مذكرة تفاهم استراتيجية بين شركة “تشاينا إيسترن إيرلاينز” (China Eastern Airlines)، إحدى أكبر شركات الطيران في آسيا، والمكتب الوطني المغربي للسياحة، وذلك بحضور كل من وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، فاطمة الزهراء عمور، وسفير جمهورية الصين الشعبية لدى الرباط، السيد لي تشانغلين.

ويهدف هذا الاتفاق إلى فتح آفاق جديدة للسياحة بين البلدين، من خلال تعزيز الربط الجوي المباشر بين المدن الصينية الكبرى ونظيراتها المغربية، لا سيما الدار البيضاء ومراكش وطنجة، ما من شأنه أن يسهّل تنقل السياح والمستثمرين ويعزز التدفقات السياحية من السوق الصينية الواعدة إلى المغرب.

تأتي هذه الخطوة في سياق العلاقات المتينة التي تجمع بين المملكة المغربية وجمهورية الصين الشعبية، حيث يُنظر إلى المغرب باعتباره شريكًا استراتيجيًا في مبادرة “الحزام والطريق”. وتُعد هذه المذكرة امتدادًا لسلسلة من المبادرات التي تهدف إلى توسيع التعاون الثنائي في قطاعات حيوية، أبرزها السياحة والنقل الجوي والاستثمار.

ومن شأن الربط الجوي المباشر أن يساهم في رفع عدد السياح الصينيين الوافدين إلى المغرب، والذين بلغ عددهم أكثر من 150 ألفًا قبل جائحة كوفيد-19، خاصة بعد قرار المغرب في 2016 إعفاء المواطنين الصينيين من التأشيرة، مما شكّل نقطة تحول في العلاقات السياحية بين البلدين.

وفي تصريح بالمناسبة، أكدت الوزيرة فاطمة الزهراء عمور أن هذا التعاون يمثل فرصة نوعية لتعزيز مكانة المغرب كوجهة سياحية مفضلة للسياح الصينيين، خصوصًا في ظل التعافي التدريجي لقطاع السياحة بعد الأزمة الصحية العالمية. وأضافت أن الوزارة، بتنسيق مع المكتب الوطني المغربي للسياحة، تواصل العمل على تنويع الأسواق المصدرة للسياح، مع التركيز على الأسواق ذات النمو السريع مثل الصين.

من جهته، عبّر السفير الصيني عن اعتزازه بتنامي العلاقات المغربية-الصينية، مشيرًا إلى أن هذا الاتفاق يعكس الثقة المتبادلة والرغبة المشتركة في الدفع بالعلاقات الاقتصادية والثقافية نحو آفاق أرحب.

وتسعى “تشاينا إيسترن إيرلاينز”، التي تتخذ من شنغهاي مقرًا رئيسيًا لها، إلى توسيع شبكة رحلاتها الدولية في إطار استراتيجيتها للانفتاح على الأسواق الإفريقية. ويُنتظر أن تُسهم هذه الشراكة مع المغرب في جعل المملكة نقطة ارتكاز لربط الصين بباقي دول القارة الإفريقية، بالنظر إلى الموقع الجغرافي الاستراتيجي الذي يتمتع به المغرب، وبنيته التحتية الجوية المتطورة، خاصة مطار محمد الخامس الدولي.

يمثل توقيع هذه المذكرة علامة فارقة في العلاقات المغربية-الصينية، ليس فقط على مستوى السياحة، بل أيضًا في إطار رؤية أشمل للتعاون جنوب-جنوب، حيث يشكل الربط الجوي عاملًا حاسمًا في تعزيز التبادلات التجارية والثقافية والاستثمارية. ويراهن المغرب من خلال هذا الاتفاق على استقطاب المزيد من الزوار والمستثمرين من الصين، بما يدعم الاقتصاد الوطني ويعزز إشعاع المملكة كوجهة عالمية متعددة الأبعاد.

زر الذهاب إلى الأعلى