أخبار الدار

العماري في ندوة: أنا أيضا إسمي “مولاي إلياس”..

الدار/ أحمد الخلفي

المنافسة بين عبد الإله بنكيران وإلياس العماري يفترض أنها انقرضت بعد أن انتهت على المستوى الرسمي، تقريبا، لكن يبدو أن الرجلين لا يزالان يشتاقان إلى أيام مناقرة الديكة، وحتى ولو بشكل غير مباشر.

وفي الأيام الماضية تحول عبد الإله بنكيران إلى نجم مجددا، بعد أن نظم لنفسه ملتقيات أطلق فيها العنان لتصريحات مثيرة حول كل شيء، تقريبا، وتحدث فيها عن الماضي والحاضر والمستقبل، وبالتأكيد فإنها لن تكون الأخيرة ما دام في الرجل عرق ينبض.

وفي الماضي كان كل خروج لبنكيران يعني خروجا إعلاميا موازيا لمنافسه إلياس العماري، فهما كانا على طرفي نقيض في السياسة، حتى لو جمعت الأيام بينهما في غير ذلك، في التجارة على الخصوص، أيام كانا يتعاونان كأي تاجرين مخلصين لعملهما ومصالحهما.

وبخلاف بنكيران، الذي خرج من السياسة بشكل كامل، وبقي محتفظا لحقه بتسخير وسائل التواصل لصالحه، فإن العماري لا يزال رئيسا لجهة طنجة تطوان الحسيمة، رغم أن نجمه السياسي لا يقارن اليوم بما كان عليه سابقا، حيث يحصي الرجل ما تبقى له من أيام تحت الأضواء، قبل أن يتفرغ لمصالحه في المغرب وإسبانيا وفرنسا.

ويبدو أن "الخرجة" الأخيرة لبنكيران أثارت غيرة خصمه إلياس العماري، الذي لم يفوت فرصة تسييره لإحدى ندوات مهرجان "ثويزا" في طنجة لكي يطلق تصريحات بدت طريفة، لكن يمكن أن تحمل في طياتها بعض الرغبة الدفينة للرجل المتواري في إثارة بعض الجدل الإعلامي من حوله.

ويبدو أن تواري العماري في الظل لم يُفقده حس الدعابة، ففي تلك الندوة التي كان العماري مسيرا لها، اشتكى أحد الحاضرين مما أسماه "دكتاتورية تسيير الجلسة"، فرد العماري بالقول إنه سيرد على الدكتاتورية الكبيرة بدكتاتورية صغيرة في الجلسة، وهو تعبير أثار ضحكا في القاعة، وأيضا همهمات مكتومة حول افتراضات التفسير.

بعد ذلك تقدم أحد الحاضرين للنقاش وقدم نفسه باسم "مولا احمد…"، فرد عليه العماري "هل أنت أصلك من تافيلالت.."  فأجاب نعم، فقال له العماري "وأنا أيضا اسمي مولاي إلياس..".

لكن ما يحزن الرجلين اليوم، هو أن فرصهما في مثل هذه الفرص الإعلامية تبقى ضئيلة، إن لم تكن منعدمة، بحيث صارا يشكلان جزءا من الماضي، ورجوعهما إلى سابق مجدهما السياسي يبدو من باب الخيال العلمي لا أقل ولا أكثر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

16 − عشرة =

زر الذهاب إلى الأعلى