
الرباط – أحمد البوحساني
في خطوة تاريخية تعزز مكانة المغرب كمركز كروي عالمي، افتتح رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA)، جياني إنفانتينو، اليوم أول مقر إقليمي للفيفا في شمال إفريقيا. ويقع المكتب الجديد بجوار المجمع الرياضي محمد السادس في منطقة المعمورة بالعاصمة الرباط، ليشكل إضافة نوعية للمشهد الرياضي في المنطقة.
وشهد حفل التدشين حضور شخصيات بارزة في عالم كرة القدم، من بينهم باتريس موتسيبي، رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (CAF)، وفوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم (FRMF). وتزامن هذا الحدث الهام مع النهائي المرتقب لكأس أمم إفريقيا للسيدات 2024، الذي سيجمع مساء اليوم بين المنتخبين المغربي والنيجيري على أرضية الملعب الأولمبي بالرباط.
يأتي افتتاح المكتب ثمرة اتفاقية وُقعت بمراكش يوم 16 دجنبر 2024، خلال حفل توزيع جوائز CAF Awards، بحضور رفيع المستوى تقدمه رئيس الحكومة المغربية، عزيز أخنوش، إلى جانب رؤساء الفيفا والكاف والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم. ونصت الاتفاقية على توفير المغرب للمرافق والدعم اللوجستي اللازم لاستضافة المكتب ابتداء من عام 2025.
يُعد هذا المكتب الأول من نوعه في شمال إفريقيا، لينضم إلى أربعة مكاتب أخرى للفيفا في القارة، تتوزع بين داكار (السنغال)، برازافيل (الكونغو)، كيغالي (رواندا)، وجوهانسبرغ (جنوب إفريقيا). وجاء اختيار المغرب لاحتضان هذا المركز الاستراتيجي بفضل موقعه الجغرافي الرابط بين إفريقيا وأوروبا، إلى جانب بنيته التحتية المتطورة التي تشمل شبكة نقل حديثة وملاعب مجهزة بمعايير دولية.
وفي هذا الصدد، أشاد إنفانتينو بمكانة المغرب المتنامية، مؤكداً أن المملكة “أصبحت من المراكز الرائدة في كرة القدم العالمية”. كما نوه بإنجازات منتخبي الرجال والسيدات، وبقدرة المغرب على تنظيم الأحداث الكبرى بـ”أسلوب مثير للإعجاب”.
سيضطلع المكتب بدور محوري كمركز للدعم الفني والإداري للاتحادات الوطنية في شمال إفريقيا، من خلال تعزيز تنفيذ المشاريع، وتوفير برامج التدريب، وتطوير القدرات التقنية والفنية.
ويشرف على إدارة المكتب جيلسون فرنانديز، مدير قسم الاتحادات الوطنية بالقارة الإفريقية، الذي وصف افتتاحه بأنه “خطوة رئيسية لتعزيز حضور الفيفا في القارة وتطوير كرة القدم في المنطقة”.
يمثل افتتاح هذا المكتب نقلة نوعية للمنطقة، إذ يوفر دعماً مباشراً للاتحادات الإفريقية عبر تواجد محلي يسهل التنسيق والخدمات الفنية والإدارية. كما يؤكد مكانة المغرب كلاعب محوري في إدارة واستضافة البطولات القارية والدولية.
وتعزز هذه الخطوة الحضور المغربي على الساحة العالمية، خاصة في ظل استضافته لعدد من الأحداث الكروية الكبرى في السنوات القادمة، من أبرزها:
كأس الأمم الإفريقية 2025.
خمس نسخ متتالية من كأس العالم للسيدات تحت 17 سنة (2025 – 2029).
تنظيم كأس العالم 2030 إلى جانب البرتغال وإسبانيا.
افتتاح هذا المكتب يواكب الاستراتيجية المغربية الرامية إلى تعزيز حضورها القوي في كرة القدم العالمية، ويجسد التزام المملكة بتطوير الرياضة على المستويين القاري والدولي، في خدمة الاتحادات الإفريقية والجماهير المحلية.