أخبار الدارسلايدر

في حوار حصري مع الدار.. السفير الصيني لي شانغلين يغادر المغرب مطمئنًا: العلاقات الصينية المغربية أقوى من أي وقت مضى

الدار/ مريم حفياني
في حوار حصري مع موقع “الدار”، عبّر السفير الصيني بالمغرب، لي شانغلين، عن مشاعر الامتنان والرضا مع اقتراب نهاية مهمته الدبلوماسية التي امتدت لأكثر من أربع سنوات بالمملكة، مؤكدًا أن هذه المرحلة كانت من أغنى فترات مساره المهني، بفضل عمق العلاقات الثنائية، وكثافة المشاريع المشتركة، وتزايد التفاهم بين الشعبين.
السفير الذي حلّ بالمغرب في أبريل 2021 خلال ذروة أزمة كوفيد-19، استحضر أولى لحظات التعاون بين الرباط وبكين، من خلال التنسيق الوثيق لتأمين وصول لقاحات “سينوفارم” إلى المملكة، دون تسجيل أي مضاعفات صحية، وهو ما اعتبره تجسيداً ملموساً لقوة الشراكة الاستراتيجية بين البلدين. كما أكد أن التعاون لم يتوقف عند التوريد، بل تكرّس في مشروع بناء مصنع ضخم للقاحات ببنسليمان، بمشاركة مهندسين وتقنيين صينيين قدموا من شنغهاي لتركيب مكونات المصنع المستوردة.
وفي سياق متصل، أشار السفير إلى التحول الكبير الذي شهده مشروع “طنجة تيك” بعد الجائحة، حيث بدأت 34 شركة، منها صينية وأمريكية وتايوانية، في بناء وحدات صناعية متخصصة في مكونات السيارات الكهربائية، وهو ما يعكس تزايد الثقة في مناخ الأعمال بالمغرب. كما أشاد بإطلاق رحلات جوية مباشرة بين الدار البيضاء وشنغهاي وبكين، متوقعاً أن يستقطب المغرب نحو 200 ألف سائح صيني خلال السنوات القادمة.
ومن أبرز المحطات التي اعتبرها لحظة فارقة، زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ للمغرب في نوفمبر 2024، حيث استُقبل من طرف ولي العهد، وتم خلال اللقاء استعراض مستقبل العلاقات الثنائية والتركيز على تعزيز التبادل الثقافي والإنساني، مما يُؤشّر، حسب السفير، إلى انطلاقة جديدة للتعاون بين الرباط وبكين.
السفير لي لم يُخفِ فخره بمشاركة الشركات الصينية في مشاريع البنية التحتية بالمغرب، خاصة في قطاع السكك الحديدية، إذ ساهمت شركات صينية في أشغال القطار فائق السرعة، وتستعد الآن لتوسعة الشبكة نحو الجنوب، خاصة الخط الرابط بين مراكش وأكادير. كما أشار إلى أن بلاده منخرطة في نقاشات جادة حول التمويل والمواكبة التقنية لمشاريع مستقبلية، خصوصاً في أفق كأس العالم 2030 التي سينظمها المغرب إلى جانب إسبانيا والبرتغال، حيث أبدت عدة شركات صينية رغبتها في الإسهام بإنشاء البنيات التحتية الرياضية والفندقية المرتبطة بهذا الحدث العالمي.
أما بخصوص قضية الصحراء المغربية، فقد شدد السفير على أن الصين تتابع تطورات الملف عن كثب وتدعم حلاً سياسياً متوافقاً عليه بين الأطراف، في إطار قرارات الأمم المتحدة، مؤكداً أن الصين صوّتت لخمسة أعوام متتالية لصالح القرارات الأممية الخاصة بالقضية، معتبراً أن هناك حراكاً دولياً متزايداً لصالح الموقف المغربي.
وفي ما يخص الجانب التعليمي والثقافي، كشف السفير عن وجود حوالي 8700 طالب مغربي يتابعون دراستهم حالياً في الجامعات الصينية، خاصة في تخصصات الطب والصيدلة والهندسة. ووجّه رسالة مباشرة لهؤلاء الطلبة، داعيًا إياهم إلى الانفتاح الثقافي والاجتماعي، ومؤكداً أن اللغة الصينية قابلة للتعلّم رغم صعوبتها، مشيداً بمستوى المغاربة الذين أبانوا عن كفاءة عالية في إتقانها.
وختم السفير حديثه برسالة مؤثرة إلى الشعب المغربي، قال فيها إنه عاش بالمغرب أجمل لحظات مساره الدبلوماسي، محاطاً بحب المغاربة وكرمهم، منوّهاً بالتحولات الكبرى التي عرفتها المملكة في عهد الملك محمد السادس، وبالصورة الإيجابية التي باتت تحظى بها على الصعيد الدولي، خاصة في إفريقيا. وأضاف أنه سيظل وفياً للمغرب ولشعبه، مؤكداً أن مهمته لم تنتهِ، بل ستستمر من أي موقع كان، في سبيل تعزيز التقارب الصيني المغربي، ومتمنياً للرباط النجاح الباهر في تنظيم مونديال 2030، ومواصلة طريقها نحو مزيد من التقدم والازدهار.
زر الذهاب إلى الأعلى