علوم وتكنولوجيا

علاجه لدى شركات التكنولوجيا.. هل أنت مصاب بالنوموفوبيا؟

أصبحت حياتنا تعتمد بشكل متزايد على الهواتف المحمولة حتى في أصغر المهام، ويمكن أن يؤدي تحذير انخفاض البطارية إلى قلق عميق يمكنك مشاهدته في وجوه المسافرين عند بوابات المغادرة بالمطار، عندما يجدون بطارية هاتفهم قد نفدت. هذه من العلامات التي تدل على خلل نفسي حديث يُعرف باسم "القلق عند انخفاض مستوى البطارية"، وقد أطلق عليه مؤخرا اسم "نوموفوبيا".

تعتمد حياة الناس أكثر فأكثر على هواتفهم. جميع جهات الاتصال، ووسائل التواصل الاجتماعي، ونظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، وخدمات السيارات، وطلب الطعام، والألعاب، والترفيه، والفيديو، والخدمات المصرفية، والتقويمات، والصور العائلية؛ كلها محبوسة في أجهزتنا المحمولة.

وتجري العلاقات الحديثة بجميع أنواعها -على نحو متزايد- عبر الإنترنت وليس بشكل شخصي، ويمكن للبطارية الفارغة أن تثير مخاوف الأشخاص من الضياع أو العزلة.

ومن دون القدرة المستمرة على استعمال الهاتف المحمول، يمكن للناس أن يصبحوا يائسين وغير عقلانيين بسرعة، حتى إنهم يسألون الغرباء إن كان بإمكانهم استعارة شواحنهم.

أفلام الرعب رسخت المرض

في أفلام الرعب الحديثة، أصبحت البطارية الفارغة تمثل مقدمة لأشياء سيئة للغاية تحدث لشخصية ما. فلطالما كان عزل الضحية بمثابة مقدمة للتخلص منها في أفلام الرعب التقليدية، ويحدث العزل في كثير من المشاهد بأن يظهر للشخص علامة نفاد شحن البطارية أو انقطاع الهاتف، لتبدأ بعدها سلسلة من الأحداث المرعبة.

طُورت تكنولوجيا بطاريات الليثيوم أيون -التي نعتمد عليها اليوم- خلال السبعينيات، من قبل الكيميائي الإنجليزي م. ستانلي ويتنغهام أثناء عمله في شركة إكسون، وكانت الإضافة الوحيدة منذ ذلك الحين هي بطاريات ليثيوم بوليمر.

والفرق بين بطاريات ليثيوم بوليمر وبطاريات ليثيوم أيون هو فقط في نوع الليثيوم المستخدم في توليد الكهرباء.

يستخدم الليثيوم بوليمر لتوليد الكهرباء البوليمرات الصلبة، مثل بولي أكريلونيتريل، ومواد الأنود البلاستيكية؛ بينما يستخدم ليثيوم أيون ملح الليثيوم في مذيب عضوي، ككهارل. لذلك فإن من سيئات بطاريات الليثيوم أيون ارتفاع حرارتها أثناء الاستخدام.

شركات التكنولوجيا تبحث عن العلاج 

هناك نوع من سباق التسلح يدور بين مصنعي البطاريات ومصنعي الهواتف المحمولة في الوقت الحالي. فبمجرد زيادة مصنعي البطاريات سعة البطارية، تضيف شركات تصنيع الهواتف المحمولة المزيد من الميزات التي تستهلك الطاقة.

تحتوي الهواتف المحمولة الأحدث على إمكانيات شحن لاسلكية. وقد اندمجت صناعة الشحن اللاسلكي حول معيار "كيو أي" الذي يستخدم نظام شحن عن بعد، عبر مسافات تصل إلى 4 سم (1.6 بوصة).

ويستخدم هذا النظام مجالا كهرومغناطيسيا لتمرير شحنة بين الملفات النحاسية، ويمكن لأحدث منصات الشحن اللاسلكي شحن ما يصل إلى 15 واطا.

وتشمل شركات تصنيع الأجهزة المحمولة التي تقوم بدمج هذا النظام في أجهزتها، الأربع الكبار: آبل وغوغل وهواوي وسامسونغ، وبقية شركات الهواتف المحمولة. 

كما أصبحت المحلات والمقاهي وحتى الحدائق توفر منصات وشواحن، ومن هذه المتاجر ستاربكس وماكدونالدز وكوستا كوفي؛ بينما يقدم مطعم سوشي خدمة الشحن اللاسلكي مجانا.

وكذلك الفنادق كسلاسل فنادق شيراتون وفنادق ومنتجعات فور سيزونز وماريوت، تقدم أيضا خدمة الشحن اللاسلكي.

وقد طور العلماء في جامعة أستون بالمملكة المتحدة طريقة لتفريغ الأجزاء المتعطشة للطاقة من التطبيقات "كالصور والفيديو" ورفعها مباشرة للسحابة، مما قلل من استهلاك الطاقة بنسبة هائلة بلغت 60%.

كما يتم العمل على تطوير بطارية الحالة الصلبة، لكنها ليست جاهزة تماما، وتعتبر بديلا أعلى قدرة وأكثر أمانا من بطاريات الليثيوم أيون التي تستخدم أقطابا كهربائية صلبة وكهارل صلبة بدلا من الشوارد السائلة أو البوليمرية المستخدمة في بطاريات ليثيوم أيون أو بطاريات ليثيوم بوليمر.

خلاصة القول هي أن مصنعي الهواتف المحمولة يمكن أن يركزوا على صنع أجهزة ببطاريات تكفي احتياجات المستهلكين المتنامية، بدلا من التركيز على أجهزة براقة بميزات لا يحتاجها أغلب المستخدمين. 

المصدر / مواقع إلكترونية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

واحد × خمسة =

زر الذهاب إلى الأعلى