أخبار الدارسلايدر

كيف ارتقى المسار العسكري لولي العهد مولاي الحسن إلى رتبة كولونيل ماجور..

كيف ارتقى المسار العسكري لولي العهد مولاي الحسن إلى رتبة كولونيل ماجور..

الدار/ إيمان العلوي

في لحظة تعبّر عن رمزية مؤسساتية عميقة، حاز صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن على رتبة “كولونيل ماجور” (عميد) ضمن صفوف القوات المسلحة الملكية، وهو حدث بارز يعكس المسار المتصاعد للتكوين العسكري والتأهيلي الذي يخضع له سموه منذ سنوات، وفق تقاليد الدولة المغربية في إعداد قادتها المستقبليين.

وقد ظهر سموه بالزي العسكري الرسمي للقوات البرية، إلى جانب جلالة الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، خلال حفل أداء القسم للضباط الجدد المنظم يوم الخميس فاتح غشت 2025 بمدينة تطوان، في لحظة اختزلت مسارًا تدريبيًا دقيقًا وتدريجيًا، بدأ منذ بلوغ سموه سن الرشد، وتواصل داخل المؤسسات العسكرية الوطنية.

هذه الترقية ليست إجراءً بروتوكوليًا فحسب، بل تحمل دلالات واضحة على انخراط ولي العهد في تكوين عسكري صارم، يُوازي مساره الأكاديمي المدني الذي يتابعه في جامعة محمد السادس متعددة التخصصات ببن جرير، وتحديدًا في مجال الحوكمة والعلوم السياسية والاقتصادية. فالتكوين الذي يتلقاه سموه يجمع بين الأبعاد النظرية والعملية، في إعداد شمولي لقائد دولة مستقبلي قادر على استيعاب التحديات الوطنية والدولية.

المسار العسكري لولي العهد يتميز باحترام دقيق للتقاليد المتعارف عليها داخل القوات المسلحة الملكية، حيث يتم إدماجه تدريجيًا في بيئة الانضباط والقيادة والمسؤولية، دون أي استثناء أو تمييز خارج الأطر النظامية، ما يعكس حرص المؤسسة الملكية على ترسيخ ثقافة الدولة الحديثة القائمة على الكفاءة والجدارة والاستحقاق.

ترقية سمو الأمير إلى رتبة “كولونيل ماجور” هي حلقة جديدة في هذا المسار المتكامل، وهي أيضًا رسالة سياسية وعسكرية تُجسد استمرارية الدولة المغربية من خلال إعداد نخبها العليا بكامل الجدية والالتزام. وهي إشارة كذلك إلى ثقة جلالة الملك في جاهزية ولي العهد، ليس فقط للقيام بأدوار بروتوكولية، وإنما لتحمل مسؤوليات استراتيجية تتطلب دراية عميقة بالشأنين المدني والعسكري.

بهذه الخطوة، يؤكد المغرب مرة أخرى، من خلال المؤسسة الملكية، أنه يهيئ للمستقبل برؤية دقيقة ومتوازنة، تجمع بين الوفاء للتقاليد والانفتاح على مقتضيات العصر، وتُكرّس ثقافة الدولة التي لا تترك مجال القيادة للصدفة، بل تصنعها بتأنٍ وحنكة واستشراف بعيد المدى.

زر الذهاب إلى الأعلى