أخبار دوليةسلايدر

الإمارات وجهة الأثرياء الأولى في العالم: حيث تجتمع الثروة بالأمان والاستقرار

الدار/ زكريا الجابري

تتجه أنظار أثرياء العالم نحو وجهة واحدة تنفرد بمزيج نادر من الأمن والفرص والانفتاح: الإمارات العربية المتحدة. فبحسب توقعات حديثة، سيهاجر نحو 9800 مليونير إلى الإمارات خلال سنة 2025، أي بمعدل يصل إلى 27 مليونيراً يومياً، في مشهد يعكس مدى جاذبية الإمارات كأرض بديلة للثروات الباحثة عن الأمان والمستقبل. المفارقة أن هذه الهجرة الجماعية لا تأتي من دول تعاني من انهيار اقتصادي أو اضطرابات حادة، بل من قِبل أصحاب رؤوس الأموال الذين يختارون الإمارات على حساب وجهات تقليدية مثل الولايات المتحدة أو أوروبا، في وقت يتحدث فيه كثيرون عن نفاق العالم الغربي وتناقضاته في التعامل مع قضايا الحريات والاستثمار.

الإمارات، التي استقبلت في عام 2024 ما يفوق 13 ألف مليونير جديد، أصبحت اليوم موطناً دائماً لأكثر من 240 ألف شخص من أصحاب الثروات الضخمة، بإجمالي أموال تفوق 785 مليار دولار. ووفقاً لتقارير دولية موثوقة، فإن 62% من هذه الثروات تستثمر في القطاع المالي، بينما تتوزع النسبة المتبقية على مجالات مثل العقارات، والتكنولوجيا، والصناعات غير المالية، ما يعكس تنوع الاقتصاد المحلي وانفتاحه على رؤوس الأموال الأجنبية.

وراء هذا الإقبال الاستثنائي أسباب عدة، تتصدرها عوامل الاستقرار السياسي والأمني، وسياسات تشريعية واضحة وشفافة تضمن الحقوق وتحفّز الاستثمار، فضلاً عن غياب الضرائب على الدخل الشخصي، ما يجعل من الإمارات واحدة من الوجهات القليلة في العالم التي توفر بيئة ضريبية محفزة دون المساس بمقومات العيش الكريم. كما أن موقع الدولة الجغرافي بين الشرق والغرب، وسهولة الوصول منها إلى أهم أسواق العالم، يمنحها ميزة استراتيجية فريدة تجعلها بوابة عبور مثالية للمستثمرين العالميين.

ولا تقل الجاذبية الاجتماعية عن الاقتصادية، حيث تُعرف الإمارات باحترامها للتعددية الثقافية والدينية، واعتمادها نهجاً رسمياً يقوم على التسامح والتعايش، وهو ما يخلق بيئة مرحبة وآمنة لأصحاب الثروات الذين لا يبحثون فقط عن الأمان المالي، بل أيضاً عن بيئة حياتية تحفظ خصوصياتهم وتراعي تنوعهم.

وسط هذا الواقع، يبرز سؤال حاسم: كيف استطاعت دولة فتية نسبياً، في محيط جغرافي مليء بالتحديات، أن تتحول إلى مركز عالمي لاحتضان النخب المالية من مختلف الجنسيات؟ الإجابة تكمن في رؤية متكاملة تنفذها الإمارات بخطى ثابتة، مدفوعة بإرادة سياسية استشرافية، وتخطيط اقتصادي محكم، وبنية تحتية تقنية وتشريعية لا تعرف الجمود. وهكذا، لم تعد الإمارات مجرد محطة مؤقتة في طريق العابرين، بل تحولت إلى مقصد نهائي للثروة، والوطن الجديد لأصحاب الطموحات اللامحدودة.

زر الذهاب إلى الأعلى