أخبار دوليةسلايدر

بكين تستكمل أول بروفة كبرى لاحتفالات الذكرى الثمانين لانتصار الشعب الصيني في الحرب العالمية

الدار/ مريم حفياني

أنهت العاصمة الصينية بكين، أول بروفة شاملة للاحتفال المرتقب بمناسبة الذكرى الثمانين لانتصار الشعب الصيني في حربه ضد العدوان الياباني، وفي الحرب العالمية المناهضة للفاشية، وذلك في إطار استعدادات واسعة النطاق تسبق الفعالية الرسمية المقررة في الثالث من سبتمبر المقبل.

جرت البروفة في ساحة تيانآنمن الشهيرة، بمشاركة نحو 22 ألف فرد من عناصر القوات المسلحة والاحتياط وفرق الدعم اللوجستي، حيث تم اختبار الجوانب التنظيمية والفنية بدقة لضمان انسيابية العرض في يوم الاحتفال. ويُنتظر أن يشمل الحدث الرسمي عرضاً عسكرياً كبيراً يرمز إلى توقيع وثيقة استسلام اليابان في الثاني من سبتمبر 1945، وهو اليوم الذي يخلده الصينيون باعتباره “عيد النصر الوطني”.

التحضيرات لا تقتصر على الجانب العسكري فحسب، بل تشمل سلسلة من الأنشطة الثقافية والتاريخية واسعة النطاق، من أبرزها افتتاح معرض وطني ضخم تحت عنوان “لتحرير الوطن والسلام العالمي” بمتحف حرب المقاومة في بكين. يضم المعرض 1,525 صورة تاريخية و3,237 قطعة أثرية، موزعة على ثمانية أجنحة تمتد على مساحة تفوق 12 ألف متر مربع، وسيبقى جزء من هذه المعروضات ثابتاً ضمن مقتنيات المتحف.

كما أُعدت برامج فنية وثقافية متنوعة، من بينها عرض مسرحي وفني كبير يقام في قاعة الشعب الكبرى مساء الثالث من سبتمبر، بمشاركة نخبة من الفنانين الصينيين، إضافة إلى إعادة بث أفلام ووثائقيات وأعمال درامية تسلط الضوء على بطولات المقاومة ومعاناة الشعب خلال الحرب، وذلك عبر التلفزيون والمنصات الرقمية حتى نهاية العام.

وتتضمن الفعاليات إصدار ميداليات تذكارية للمحاربين القدامى وعائلات الشهداء، وتنظيم ندوات أكاديمية دولية، وإحياء محطات تاريخية بارزة سبقت اندلاع الحرب، بما في ذلك ذكرى حادثة 18 سبتمبر، في إطار جهود ترسيخ الذاكرة الوطنية وتعزيز قيم السلام والتضامن.

الحدث، بكل رمزيته العسكرية والثقافية، يهدف إلى ربط الماضي بالحاضر، وإبراز الدور التاريخي للصين في الدفاع عن سيادتها والمساهمة في الانتصار العالمي على الفاشية، مع التأكيد على أن ذاكرة الحرب ليست مجرد أرشيف تاريخي، بل رسالة متجددة للدعوة إلى السلام والتعاون بين الشعوب.

زر الذهاب إلى الأعلى