أخبار دوليةسلايدر

أرجوك عمِّي “تبون”، اِرجع للجزائر

بقلم: نورالدين زاوش

هذه الأيام، لم يعد أحد في الجزائر يتساءل عن أين تذهب مليارات النفط والغاز، وعائدات أرجل الدجاج منزوعة العظام والأظافر، ولا أحد بات يستفسر عن ملابسات إلقاء القبض على نفس الإرهابي مرة كل شهرين، أو عن نوع الذكاء الاصطناعي الذي يَصُوغ بيانات وزارة الخارجية، كما لا أحد من الجزائريين بات يتساءل عن الظروف الفيزيائية التي جعلت الزمن يتوقف، منذ أن حزَّمت فرنسا حقائبها وتركت صبيتها المدللة وهي ما زالت في فترة الرضاع؛ لأن الجميع، هذه الأيام، منشغل بحدث واحد لا ثاني له: أين عمي “تبون”؟

من المؤكد أنه سؤال طبعي ومشروع؛ لكنه في الوقت ذاته سؤال غبي؛ مادامه لا يغير من معادلة الحكم في قصر المرادية شيئا، هذه المعادلة التي يبدو أنها تخضع لقوانين فيزياء الكم؛ لأنها لو لم تكن كذلك، لما استطاع “بوتفليقة” أن يحكم الجزائر شهورا طويلة وهو ميت، ولولا أن الحراك المبارك اندلع وقتها، لكان “بوتفليقة”، قدس الله سره، مازال يحكم إلى اليوم.

“عبد المجيد تبون”، “رمطان لعمامرة”، “عمار بن جامع” ، “أحمد عطاف” أو غيرهم، مجرد وجوه شاحبة بلا ملامح، وأسماء فارغة بلا معنى، ودمى عاجزة بلا روح، فما الداعي إذن لأن يتساءل الشعب عن مكان “تبون”، والجميع يعرف أنه لا يتنفس إلا من منخار العسكر؟ اللهم إلا إذا كان الشعب الجزائري الأبي يلتمس ذريعة لجمع كلمته ورصِّ صفوفه، من أجل إحياء حراكه المبارك من جديد، والذي إن لم ينجح هذا العام، فسينجح العام المقبل.

إن ما يؤرقني ليس سؤال: أين عمي “تبون”؛ بل سؤال: أين 94% من الشعب الذي “صوت” لصالحه؟ ثم أين هي تلك الآلاف التي كانت تستجديه عبر مواقع التواصل الاجتماعي لكي لا يذهب للعراق؟ ولماذا لا تستجديه اليوم لكي يرجع للجزائر؟

إن هذا النظام البئيس، الذي لا يجد نفسه مضطرا، أو حتى محرجا، لأن يقدم تفسيرات للشعب عما يحدث، من أجل أن يطفئ نار الفتنة، ويضع حدا للإشاعات، ولو بالكذب الفاضح والتبرير المكشوف، جدير بأن يُلطم بالنعال، ويُعفس عليه بالأقدام، قبل حتى أن يظهر أثر “عبد المجيد تبون”، إن هو ظهر.

زر الذهاب إلى الأعلى