أخبار الدارأخبار دوليةسلايدر

تقرير غوتيريش يكرّس واقعية مبادرة الحكم الذاتي ويكشف عزلة البوليساريو

تقرير غوتيريش يكرّس واقعية مبادرة الحكم الذاتي ويكشف عزلة البوليساريو

 

الدار/ مريم حفياني

أعاد التقرير الأخير للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، المرفوع إلى مجلس الأمن الدولي، تسليط الضوء على التحولات العميقة التي يعرفها ملف الصحراء المغربية، مؤكداً أن مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية لم تعد مجرد مقترح مطروح على الطاولة، بل أضحت الخيار الوحيد القابل للتطبيق في ظل انسداد كل المسارات الأخرى، وعلى رأسها خيار الاستفتاء الذي طواه الزمن نهائياً.

التقرير شكّل محطة مفصلية تعكس تنامي الإجماع الدولي حول وجاهة المقترح المغربي، حيث لم يعد الدعم مقتصراً على قوى تقليدية مثل فرنسا وبريطانيا، بل أصبح يتوسع تدريجياً ليشمل عدداً متزايداً من الدول المؤثرة، في وقت باتت فيه الأطروحة الانفصالية عاجزة عن إقناع الرأي العام الدولي بجدواها أو واقعيتها.

غير أن الأمين العام للأمم المتحدة لم يخف في تقريره قلقه البالغ إزاء استمرار جبهة البوليساريو في انتهاج منطق التصعيد عبر تحركات مسلحة وصفها بـ”الأعمال العدائية الصريحة”، محذراً من أن استمرار هذه الاستفزازات قد يجر المنطقة إلى توترات جديدة تهدد الأمن والاستقرار.

وعلى الجانب الإنساني، توقف غوتيريش عند الوضع المأساوي داخل مخيمات تندوف، حيث رصد تقليص المساعدات الإنسانية وتفاقم مظاهر الهشاشة وسوء التغذية، وهو ما يزيد من معاناة آلاف المحتجزين في غياب حلول جذرية. وفي مقابل ذلك، تحاول الجزائر سد العجز عبر تمويلات ظرفية، لكنها تظل حلولاً ترقيعية لا تلامس عمق الأزمة الإنسانية التي تتفاقم سنة بعد أخرى.

تقرير الأمين العام يضع المجتمع الدولي أمام واقع جديد: المغرب يواصل كسب الاعتراف بمبادرته كخيار جاد وواقعي، بينما تنحسر أوراق البوليساريو في عزلة متزايدة، في وقت باتت فيه الحاجة ملحة لإيجاد مخرج سياسي يضمن الاستقرار الإقليمي ويضع حداً لمأساة إنسانية عمرت طويلاً في تندوف.

زر الذهاب إلى الأعلى