مال وأعمال

مزرعة الرعب.. تربية العقارب لإنتاج أغلى سائل في العالم

ربما تنتابك القشعريرة بمجرد رؤيتك لصورة أحد العقارب، لكن على العكس منك تماما هناك بعض الشباب قرروا تربية العقارب -باعتبارها مصدرا للدخل- فيقومون بتربيتها داخل مزارع خاصة لاستخراج سمها الذي يباع بآلاف الدولارات.

محمد شاب مصري، أنشأ أول مزرعة لتربية العقارب والأكبر في الشرق الأوسط، وتحوي أكثر من ثمانين ألف عقرب يعمل على تربيتها بمعاونة فريق طبي يساعده في إعداد أبحاث علمية أيضا، كما يقوم بتصدير السم لعدد من الدول الأوروبية والعربية، مثل فرنسا وبلجيكا واليابان والسعودية، وذلك لأغراض البحث العلمي.

تجارة مربحة برأس مال بسيط

وأسس محمد مركزا لتدريب الراغبين في استثمار أموالهم في تربية العقارب، وبالفعل تخرج حوالي خمسين شابا من عدة دول عربية، وقد بدأ عدد منهم مشروعه الخاص في تربية العقرب واستخراج سُمه، ويشير في حديثه إلى أن رأس المال المتوقع لبداية المشروع يمكن يبدأ من ثلاثين إلى أربعين ألف جنيه مصري.

ولا يتجاوز عمْر العقرب ستة أشهر، بعدها يعدم ويخزن فى عبوات ليجمد في درجات حرارة شديدة الانخفاض، تمهيدا لبيعه مرة أخرى حيث يستخدم في صناعة كريمات التهاب المفاصل وبعض مستحضرات التجميل، ويتم بيع العقرب بعد إعدامه بالواحدة لتبلغ سعرها جنيهين، أما المجمد فيباع الكيلو الواحد بنحو خمسة آلاف جنيه مصري (ثلاثمائة دولار أميركي).

ويقوم البعض -بحسب محمد وكما يفعل هو أيضا- بغلي العقرب وشرب السائل الناتج من عملية الغلي، لما له من فوائد صحية أهمها على الإطلاق تقوية جهاز المناعة.

ويستخلص السم من العقرب عن طريق جهاز خاص، وينتج كل ألف عقرب حوالي 1.5 غرام من السم بمعدل مرتين شهريا، ويتراوح سعر الغرام من ثمانية آلاف إلى 18 ألف جنيه مصري، وتختلف أسعار السم بحسب درجة نقائه وكمية البروتينات به، ويتم الحصول على شهادة بالمواصفات القياسية من أحد المراكز المختصة في المصل واللقاح، تمهيدا لتصديره إلى الخارج.

وتعتمد عملية التصدير في الأساس على العلاقات الخاصة التي كونها نتيجة تعامله في السوق، ويعاني مربو العقارب من صعوبة عملية التصدير، فالسوق المصرية ليست مهيأة كليا لهذا المجال، كما تقتصر عملية التسويق داخليا على بعض الباحثين المتعلقين بالمجال لأغراض بحثية، مما يعني أن قدرتهم على الشراء لن تكون كما هي الحال خارجيا.    

العقرب لا يسبب الوفاة.. وقريبا مركز للعلاج

110 لدغات من العقرب لم تُثنِ محمد عن مواصلة طريقه في الاستثمار بثلاث مزارع أنشأها لتربية العقارب، ويقول محمد إن تربية العقارب هي الاستثمار الأكبر الذي يجب أن يتوجه إليه الشباب العربي وليس المصري فحسب، ودون أية مخاوف فالتدريب هو الأساس، وأي شخص مهما كان تعليمه أو ثقافته يستطيع أن ينشئ هذا المشروع.

وعن تعرضه لهذا الكَمّ من اللدغات يقول "في الحقيقة وعلى عكس السائد فلدغات العقارب لا تسبب الوفاة بل إنها تؤدي لزيادة المناعة، و110 لدغات حدثت لي كانت كفيلة بزيادة مناعتي ثلاثة أضعاف عن معدلها الأساسي".

ويضيف "الحساسية المفرطة لدى بعض الأشخاص بالإضافة إلى الخوف الزائد والصورة الذهنية كذلك (كل ذلك يؤثر باستجابة الإنسان لسم العقرب)، ويختلف تأثير اللدغة بحسب السن والوزن خاصة في حالة الأطفال وكبار السن".

ويمكن أن يتطور رد الفعل للجسم ضد سم العقرب وهو ما يؤدي إلى الشعور بالخدر، وصعوبة في البلع، وعدم وضوح الرؤية، إضافة إلى القيء ونوبات من الصرع، والتعرق المفرط، وزيادة في ضربات القلب.

وعند الإصابة لا يجب إزالة اللدغة "بالملقاط" مثلا لكي لا ينتشر السم، ولكن يمكن إزالتها عن طريق خافض اللسان الخشبي، ويجب الحصول على المصل المضاد للدغة قبل مضي أربع ساعات من اللدغة.

ومن المنتظر أن يقوم محمد بافتتاح أول مركز من نوعه للعلاج بلدغ العقارب لمعالجة أمراض الدورة الدموية، وتقوية جهاز المناعة، وسيكون مخصصا لمن هم فوق عشر سنوات حتى سبعين عاما.

مواسم صيد العقارب

وبحسب مؤسس أول مزارع في الشرق الأوسط لتربية العقارب، فإن الحصول على العقرب يتم عن طريق الصيد، وتختلف أنواعه بحسب مكان وجوده، ويعتبر أغلى الأنواع هو عقرب "لوريس" الذي يوجد في منطقة أبو سمبل بأسوان، ويتراوح سعر العقرب الواحد من تسعة إلى عشرة جنيهات، وهو الأغلى حيث يحوي سمه على جميع مكونات سم العقارب الأخرى مجتمعة، فيما تبلغ أسعار الأنواع الأخرى من ثلاثة إلى أربعة جنيهات، وتزيد الأسعار في الشتاء حيث تكون فترة البيات الشتوي للعقارب، ويتم الحصول عليها عن طريق الصيادين أو الهواة، وتوجد في مصر حوالي 14 نوعا من العقارب.

وتتم عملية الصيد ليلا باستخدام كشاف فسفوري يغير لون العقرب إلى الأبيض لسهولة رؤيته، لكن بشتا لا يفضل ذلك، إذ ينصح صائدي العقارب بالصيد في النهار، حيث تكون العقارب في حالة خمول ولا تهاجم فرائسها.

وتنتشر العقارب في فصل الصيف بالأماكن الرطبة وليس الحارة كما نعتقد جميعا، حيث إن الحرارة الشديدة يمكن أن تؤدي لموتها لذا يقدم بشتا عددا من النصائح لا بد من اتباعها لإبعاد العقارب عن زيارة منازلنا وهي:

1- إبقاء المنزل نظيفا وإزالة القمامة والطوب والحجارة وغيرها من الأشياء التي قد تشكل أماكن اختباء جيدة للعقارب بالمنزل.

2- جز عشب حديقة المنزل بانتظام والأعشاب الموجودة قرب المنزل مع تقليم الشجيرات وقطع أي فروع يصل عبرها إلى السطح.

3- غلق أي شقوق في الجدران والأرضيات والسقوف.

4- تجنب تخزين الأخشاب والخردوات داخل المنزل ووضعها في أماكن مخصصة خارجه.

5- يمكن تربية الطيور التي تأكل العقارب مثل البط مثلا.

المصدر/ وكالات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

1 + سبعة =

زر الذهاب إلى الأعلى