المواطن

كادحات الشواطئ بحثا عن “العشبة”

الدار/ بوشعيب حمراوي

أثارت مجموعة من فعاليات المجتمع المدني، بعدة مدن شاطئية. موضوع النساء العاملات، في استخراج وجمع  وتسويق بلح البحر (بوزروك)، و الطحالب الحمراء (العشبة)، المادة الخام لصنع (الجيلاتين النباتي)، والتي تعتبر من أهم المكملات المعتمدة في الصناعات الغذائية، إضافة إلى الأدوية ومستحضرات التجميل.

وقد سبق لموقع الدار أن تطرق إلى العاملات في جمع وتسويق بلح البحر. ومعاناتهن مع العفن، وغياب مبادرات لتقنين مهنتهن التي تعتبر المصدر الوحيد لعيشهن.

وكان لابد أن يعرج الموقع إلى حيث مئات النساء، يقضين النهار وأجزاء من الليل قبالة البحر، ليس من أجل الاستجمام، ولكن بحثا عن أعشاب بحرية من أجل بيعها والاسترزاق من مدخولها.

تراهم بألبستهن النسائية التقليدية الفضفاضة، غاطسات بأجسادهن ورؤوسهن وسط المياه المالحة وبعضها متعفن، يبحثن عن كميات ناذرة من (العشبة)، أو الطحالب الحمراء. يعاودن الكرة مرات ومرات أملا في الظفر ببضع كيلوغرامات من تلك المادة، التي زاد الطلب عليها، فيما لم يزد من ثمن شراءها من النساء الكادحات إلا القليل.

حيث يبعن الكيلو غرام الواحد بأثمنة تتراوح ما بين 4 و10 دراهم. علما أن من يشترون بضاعة النساء، ليسوا سوى وسطاء وسماسرة . يعيشون من عرق النساء الكادحات. ويعيدون بيع بضاعتهم وفق شروطهم الخاصة للشركات المعنية.   

تتواجد الفئة الكثيرة من النساء بشواطئ إقليم الجديدة، وخصوصا بشاطئ سيدي بوزيد. كما تتواجد بشواطئ بوزنيقة والدهومي والمنصورية والمحمدية وعين حرودة بنسب أقل..

 اختارت تلك النساء أن تخصص فترة صيفها واصطيافها، للعمل واستغلال فرصة تواجد تلك الأعشاب. من أجل تغطية مصاريف أسرها.

  مهنة جمع الطحالب مفتوحة كذلك في وجه الرجال، وهؤلاء هم الأوفر حظا في العثور على كميات كبيرة، باعتبار أن الرجال لهم قدرة الغوص والبحث في أعماق البحر. عوض النساء، اللواتي يكتفين بالبحث بالشاطئ. وتصيد فرص المد والجزر، وتقلبات البحر، الذي قد يلقي إليهن بكميات منها بدون عناء. علما أنهن لا يتمكن من جمع الكثير منها، وأن عناء النهار وأجزاء من الليل، قد لا يوفر لهن مبلغ خمسين أو ستين درهم في اليوم..  

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

12 − 9 =

زر الذهاب إلى الأعلى