سلايدرمغرب

خطأ انحراف احتجاجات جيل Z نحو العنف.. أعداء الداخل والخارج يتربصون بالمغرب

الدار/ إيمان العلوي

بعد ثلاثة أيام من الاحتجاجات المتواصلة التي قادها جيل Z في المغرب، والتي رفعت شعارات اجتماعية مشروعة وأوصلت رسالتها بوضوح، بدأت بعض الانزلاقات الخطيرة تلقي بظلالها على المشهد، محولة مطالب سلمية إلى أعمال عنف وتخريب استغلتها أطراف متعددة داخلية وخارجية.

جيل Z، الذي أعلن منذ البداية أن السلمية هي أساس أي تحرك احتجاجي، رفع بيانا واضحا بأن هدفه هو إيصال الصوت لا غير، لكن ما حدث لاحقًا أظهر دخول مجموعات من المراهقين والمنحرفين على خط هذه الاحتجاجات، فتحولت بعض المناطق إلى مسرح للفوضى: تخريب الممتلكات العامة، الاعتداء على القوات العمومية، وسلب ممتلكات المواطنين.

وهو مسار خطير يهدد بتشويه جوهر هذه الحركة الشبابية ويضرب في العمق الثقة التي اكتسبتها لدى الشارع.

المغرب يعيش اليوم مرحلة دقيقة ترتبط برهانات استراتيجية، من بينها تنظيم كأس إفريقيا المقبلة، ما يجعل الاستقرار الوطني رأسمالا لا يقبل المساومة. غير أن ما يجري يفتح الباب أمام خصوم المغرب وأعداء نجاحه للانقضاض على هذه اللحظة. فالنظام الجزائري، الذي لا يفتأ يتآمر ضد المغرب ليل نهار، استغل هذه الأحداث للترويج لخطاب عدائي عبر منصاته الإعلامية، فيما انخرطت جماعات الإخوان في تضخيم ما يقع عبر شبكاتها المعروفة وغير المعروفة. الهدف واحد: ضرب استقرار المغرب وحرمانه من مكتسباته ومكانته الإقليمية المتصاعدة.

إن التحذير اليوم واجب وطني، فالمغرب لطالما اعتبر استقراره ثروته الكبرى، ورأسماله الحقيقي هو حكمة شعبه بمختلف أجياله.

المطلوب في هذه اللحظة أن يدرك الشباب أن صوتهم وصل وأن رسالتهم لم تعد تحتاج إلى مزيد من التوتر أو الانزلاق نحو العنف. فالمعركة الحقيقية ليست في الشارع، بل في البناء والإصلاح والتطوير، حتى لا يجد المتربصون من الخارج وأعداء الداخل منفذا لضرب هيبة الدولة وحرمان المغاربة من أحلامهم الجماعية.

زر الذهاب إلى الأعلى