من الحلم إلى المجد.. المنتخبات السنية المغربية تبهر العالم
من الحلم إلى المجد.. المنتخبات السنية المغربية تبهر العالم

الدار/ سارة الوكيلي
يشهد المشهد الكروي المغربي في السنوات الأخيرة ثورة حقيقية على مستوى التكوين والنتائج، بعدما أصبحت المنتخبات الوطنية في مختلف الفئات السنية تحقق إنجازات غير مسبوقة، وتؤكد أن كرة القدم المغربية تسير على خطى ثابتة نحو صناعة جيل ذهبي جديد قادر على حمل المشعل مستقبلاً.
فمن منتخب أقل من 17 سنة الذي أبهر العالم بأدائه في كأس العالم، مروراً بمنتخب أقل من 20 سنة الذي صنع الحدث بوصوله إلى نهائي المونديال، وصولا الى المنتخب الأولمبي u23 الذي بلغ نصف نهائي أولمبياد باريس عبر بطولة إفريقيا تحت 23 سنة، يتأكد أن النجاح لم يعد حِكراً على المنتخب الأول، بل أصبح ثمرة عمل جماعي يمتد عبر جميع الفئات.
ويعود الفضل في هذا التطور الكبير إلى سياسة التكوين التي تبنتها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، بقيادة فوزي لقجع، والتي جعلت من أكاديمية محمد السادس لكرة القدم نموذجاً إفريقياً يُحتذى به في اكتشاف وصقل المواهب. فالأجيال الجديدة باتت تستفيد من تكوين متكامل يجمع بين الجانب التقني، البدني، والنفسي، إضافة إلى المواكبة التعليمية والانضباط الاحترافي.
هذا التوجه الاستراتيجي مكّن المغرب من خلق قاعدة واسعة من اللاعبين الشباب، الذين بدأوا يشقون طريقهم بثبات نحو الاحتراف في كبريات الدوريات الأوروبية، وهو ما يعزز من تنافسية المنتخبات الوطنية على المدى البعيد.
إن تألق المنتخبات السنية المغربية ليس وليد الصدفة، بل هو نتاج رؤية بعيدة المدى واستثمار مستمر في الشباب والبنية التحتية. واليوم، يبدو أن المغرب لا يصنع فقط فريقاً قوياً، بل يُشيّد أجيالاً متلاحقة قادرة على ضمان استمرارية المجد الكروي لعقود قادمة.