ندوة بالرباط تسلط الضوء على جوانب أخرى من شخصية الرحالة ابن بطوطة
ألقى المشاركون في الندوة العلمية "لقاء الآخر واكتشاف الذات" حول رحلة ابن بطوطة، مساء اليوم الخميس بالرباط، الضوء على جوانب أخرى من شخصية الرحالة الشهير ابن بطوطة، من خلال مناقشة مواضيع همت الرحلة، ولقاء الآخر، واكتشاف الذات والسعي إلى التوازن الروحي.
وأبرز المشاركون في هذه الندوة، التي نظمها متحف بنك المغرب، أن الترحال ليس فقط مهنة لكسب العيش أو الترفيه، ولكنه أسلوب حياة يحمل قيم إنسانية، ويغذي حب الاستكشاف، بل هو أيضا رسالة سلام واعتراف بالآخر على الرغم من الاختلاف.
وأوضح السيد بنسالم حميش، وزير الثقافة الأسبق وأستاذ الفلسفة بجامعة محمد الخامس بالرباط، أن ابن بطوطة، الذي يعتبر رحالة العاطفة والتقوى، والجغرافي والمؤرخ الإثنولوجي، هو "المثل الأبلغ للنزعة الإغرابية في الثقافة الإسلامية والعربية، مشيرا إلى أن هذه النزعة تعتبر نزعة معتدلة ورزينة، تنبني على إدراك العجيب والممتع، وكذلك الفرق والاختلاف المذهلين".
وأضاف أن مقاومة الرحالة ابن بطوطة لظاهرة التصدعات السياسية والإقليمية بالسلوك السياحي في بساط الأرض لم يكن لمجرد الوقوف على العجائب والغرائب أو البحث عن الغنى والمتع، وإنما لمعاينة أرض الإسلام وأهلها داخل وحدة عقائدية روحية.
من جانبه، أشار الرحالة المغربي أنس يقين إلى أن الترحال هو "تحول من رحلة جسدية إلى رحلة داخلية مدروسة وتأملية من خلال الحواس الخمس"، مسلطا الضوء على تجربته الشخصية وشغفه بالسفر والاستكشاف ولقاء الآخر، مبرزا أن الترحال مكنه من اتباع نهج فلسفي وروحي سمح له بالتعرف على نفسه وعلى الآخر وعلى الكون.
وأضاف الرحالة أنه اختار أن يتخلى عن روتين حياته اليومي في سن الـ25 لينطلق في رحلة على الأقدام دامت سنتين، جال فيها الشاب المغربي كل أرجاء المغرب وقطع خلالها مسافة 5000 كيلومتر.
من جهته، أشار الرحالة المصري أحمد الشهاوي، الملقب "بابن بطوطة المصري"، إلى أنه اختار السير على خطى الرحالة المغربي بعدما تعرف على آثاره في جزيرة سيريلانكا، مضيفا أنه اتبع نهج ابن بطوطة، معتبرا الترحال أسلوب حياة يقوم على حب الاستكشاف ومعرفة الآخر، وكذا رسالة سلام واعتراف بالآخر على الرغم من اختلافه.
وأوضح أنه اتبع نهج الرحالة المغربي في رحلة شملت 87 دولة و22 غابة استوائية، قبل أن يحل بموطن ابن بطوطة بالمغرب في محاولة لفهم ما كان يدور في خلد هذا الرحالة، على الرغم من مرور 700 سنة على وفاته.
وشكل هذا اللقاء، المنظم على هامش معرض "على خطى ابن بطوطة" الذي يستمر إلى غاية 31 دجنبر المقبل، فرصة للحديث عن شخصية عظيمة، وإبراز مكانتها العلمية والفكرية، وكذلك الوقوف على أهمية الوثائق التي قام بتجميعيها خلال القرن الـ14.
كما تهدف هذه التظاهرة إلى إبراز مختلف المواضيع التي تضمنتها رحلة ابن بطوطة، من أجل رد الاعتبار لهذه الشخصية المهمة في تاريخ المغرب.