
الدار/ كلثومة إدبوفراض
أطلّ رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، فوزي لقجع، ضيفاً على برنامج “هجمة مرتدة” بقناة “سكاي نيوز”، في لقاء كشف خلاله ملامح التحوّل الذي تعيشه الكرة المغربية، والذي تعزَّز مؤخراً بتتويج منتخب الشباب تحت 20 سنة بكأس العالم في الشيلي.
وأكد لقجع في بداية اللقاء، أن هذه النتائج ليست وليدة الصدفة، بل نتيجة رؤية بعيدة المدى انطلقت قبل أكثر من 15 عاماً.
كما أشار إلى أن سنة 2008، شكلت محطّة مفصلية بعد الرسالة التي وجّهها جلالة الملك محمد السادس للمناظرة الوطنية حول الرياضة، حيث جرى خلالها تحديد الأسس المؤهلة لبناء منظومة احترافية تقوم على تطوير البنية التحتية وتعزيز الحكامة وتوسيع قاعدة التكوين.
في ذات الموضوع، أوضح لقجع أن هذه التوجيهات تُرجمت عملياً بعد عام واحد فقط عبر افتتاح أكاديمية محمد السادس لكرة القدم، التي أصبحت نقطة ارتكاز في استراتيجة تكوين المواهب المغربية.
وأضاف لقجع أن الأكاديمية، غدت مدرسة حقيقية لصقل اللاعبين، وباتت البيئة التي نشأ فيها عدد من عناصر المنتخب الوطني المغربي، الذي ظهروا في مونديال قطر، مبرزاً أنها قدمت نموذجاً جديداً يقوم على التكوين العلمي والتأطير المهني، ما جعلها مرجعاً محلياً وإفريقياً في هذا المجال.
وفي معرض حديثه عن المدربين المغاربة، أكد لقجع أن منح الثقة للأطر الوطنية لم يكن قراراً عاطفياً وإنما جاءت بعد القناعة التامة بأن الكفاءة المحلية قادرة على قيادة التغيير من الداخل.
وقد ذكر في مداخلته، أسماء كل من طارق السكتيوي و وليد الركراكي ونبيل باها، التي تمثل الجيل المستفيد من هذا التحول اللافت، مبرزاً أن منظومة التكوين شملت كذلك إعداد محللين وأطقم فنية تعمل بتنسيق داخل مركز محمد السادس لكرة القدم منذ تدشينه سنة 2019 وفق معايير عالمية.
وأبرز لقجع أن سلسلة الألقاب القارية التي حقّقها المغرب في السنوات الأخيرة، بـ25 تتويجًا من أصل 29 نهائيًا، تعكس ترسّخ ثقافة الفوز داخل المنظومة الكروية وتؤكد نجاح المشروع القائم على توظيف الرياضة في التنمية وإدماج الشباب.
وفي ختام حواره، أكد لقجع أن المغرب يمتلك كامل الجاهزية لاستضافة كأس أمم إفريقيا المقبلة، موضحًا أن الاستعدادات لم تكن ظرفية، بل ثمرة استثمارات طويلة في الملاعب والبنية التحتية واللوجستيات، مشدّدا على أن هذا الحدث يأتي ضمن رؤية متواصلة يشرف عليها الملك محمد السادس منذ أكثر من عشرين عامًا، ترمي إلى تعزيز مكانة المغرب كقوة رياضية مؤثرة قارّيًا ودوليًا.






