أخبار دوليةسلايدر

اللعبة انتهت: العالم يصطف خلف المغرب والجزائر تخسر آخر أوراقها في الأمم المتحدة

الدار/ زكريا الجابري

في الوقت الذي يترقب فيه العالم جلسة مجلس الأمن حول الصحراء المغربية، يبدو أن القرار الحقيقي قد اتُّخذ قبل أن يُرفع التصويت. خلف الأبواب المغلقة، حيث تُصاغ التوازنات وتُوزن المصالح، حُسم الموقف لصالح المغرب، بعد أن أدركت القوى الكبرى أن الواقعية السياسية تفرض الاعتراف بما هو قائم على الأرض لا بما يُرسم في خيال الأنظمة المهزومة.

الولايات المتحدة جددت موقفها الثابت: اعترافها بسيادة المغرب على صحرائه “لا رجعة فيه”. هذه العبارة لم تعد مجرد تصريح سياسي، بل أصبحت حجر الزاوية في بناء مقاربة جديدة داخل الأمم المتحدة، عنوانها الوضوح والواقعية. فرنسا، بدورها، عادت إلى موقعها الطبيعي إلى جانب المغرب، بعدما استوعبت أن رهانها السابق على الحياد لم يخدم سوى الانقسام، فيما قررت بريطانيا الانضمام بوضوح إلى معسكر الحل العملي، معلنة دعمها المتزايد لمبادرة الحكم الذاتي كخيار واقعي قابل للتطبيق.

أما القارة الإفريقية، فقد تجاوزت مرحلة الشعارات الجوفاء، لتتبنى اليوم موقفًا ناضجًا يعترف بمغربية الصحراء ويدعم مشروع الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية. دول عدة باتت ترى في المبادرة المغربية نموذجًا للحلول السلمية التي تضمن الاستقرار الإقليمي وتحفّز التنمية المشتركة، بدل الاستنزاف في نزاعات مصطنعة لا تخدم سوى مصالح ضيقة.

في المقابل، تعيش الجزائر مأزقًا دبلوماسيًا حقيقيًا. كل محاولاتها اليائسة لقلب الموازين داخل أروقة الأمم المتحدة انتهت إلى فشل ذريع. فخلال الأيام الأخيرة، أنفقت الملايين في كواليس نيويورك، في محاولة عبثية لتخفيف قوة الصياغة الأممية من “الحكم الذاتي هو الحل الأنسب” إلى “الحكم الذاتي هو الحل الأكثر قابلية للتطبيق”، غير أن الأموال لم تغيّر شيئًا في موازين السياسة. لقد فقدت الجزائر ورقة التأثير، ولم يبقَ أمامها سوى التمسك بخطاب متآكل لم يعد يجد من يصغي إليه.

التصويت المرتقب لن يكون سوى إعلان رسمي لنهاية مرحلة كاملة من التلاعب والمزايدة. فالمجتمع الدولي اليوم يقف على أرض صلبة: الحل الوحيد الواقعي والمقبول هو الذي يقدمه المغرب، ضمن إطار سيادته ووحدته الترابية. أما الأصوات المعارضة، فستقتصر على محاولات رمزية لترضية النظام الجزائري وبعض حلفائه الذين يواجهون عزلة متزايدة داخل القارة الإفريقية وخارجها.

ما سيصدر عن مجلس الأمن هذه المرة ليس مجرد قرار روتيني، بل محطة تاريخية تُعلن أن “لعبة الأمم” حول الصحراء المغربية قد انتهت فعلاً، وأن زمن المراوغات السياسية وشراء المواقف قد ولّى. المغرب خرج من معركة الدبلوماسية منتصرًا بثباته وواقعيته، فيما خسر خصومه آخر أوراقهم في سوق السياسة الدولية.
إنها لحظة الحقيقة: العالم اختار الاستقرار، واختار المغرب.

زر الذهاب إلى الأعلى