أخبار الدارأخبار دوليةسلايدر

الصين ترسم ملامح مستقبلها التنموي: الخطة الخمسية الخامسة عشرة نحو التحديث الشامل

الصين ترسم ملامح مستقبلها التنموي: الخطة الخمسية الخامسة عشرة نحو التحديث الشامل

 

الدار/ مريم حفياني

صادقت اللجنة المركزية العشرون للحزب الشيوعي الصيني خلال دورتها الكاملة الرابعة المنعقدة في الثالث والعشرين من أكتوبر 2025 على مقترحات الخطة الخمسية الخامسة عشرة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية الوطنية، التي تُعد وثيقة مفصلية تحدد مسار الصين في المرحلة القادمة نحو تحقيق التحديث الاشتراكي الشامل وبناء دولة قوية وحديثة بحلول منتصف القرن. وجاءت هذه الخطة بعد تحليل معمق للأوضاع الدولية والمحلية، في ظل عالم متقلب يشهد تغيرات جذرية في موازين القوى وتزايد حدة التنافس الدولي، ما يفرض على الصين تعزيز قدراتها الذاتية وتسريع وتيرة الابتكار والإصلاح لضمان مكانتها المتقدمة في المشهد العالمي.

الوثيقة أشادت بما تحقق خلال فترة الخطة الخمسية الرابعة عشرة، حيث استطاعت الصين، رغم جائحة القرن والأزمات العالمية، أن تحقق إنجازات كبرى في مختلف المجالات، من استقرار الاقتصاد ونموه المستدام إلى إحراز تقدم علمي وتكنولوجي نوعي، وتوسيع دائرة الانفتاح على العالم، وتعميق الإصلاح الداخلي، وتحسين مستوى معيشة المواطنين، إضافة إلى تعزيز سيادة القانون، وترسيخ مبادئ العدالة الاجتماعية، وتقوية القدرات الدفاعية والأمنية للدولة. وترى القيادة الصينية أن المرحلة المقبلة ستكون حلقة وصل أساسية بين الماضي والمستقبل، تهدف إلى ترسيخ الأساس المادي والمؤسساتي للتحديث الاشتراكي عبر إصلاحات أعمق، وتطوير نموذج تنموي أكثر توازناً واستدامة.

وترى بكين أن التحديات الدولية التي تلوح في الأفق، من اضطرابات جيوسياسية وتراجع النمو العالمي إلى تصاعد النزعات الحمائية، ليست سوى محفزات جديدة تدفع الصين نحو المزيد من الاعتماد على الذات، وتعزيز مكانتها في الاقتصاد العالمي عبر الابتكار والتصنيع المتقدم، وتنمية القدرات الوطنية في مجالات الطاقة والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي. وتؤكد المقترحات أن تحقيق الأهداف المستقبلية لن يتم إلا بالتمسك بقيادة الحزب الشاملة، ووضع الشعب في صميم العملية التنموية، وجعل العدالة الاجتماعية وتحسين جودة الحياة معياراً أساسياً لكل السياسات. كما تشدد على أن التنمية العالية الجودة والانتقال نحو اقتصاد أكثر خضرة وابتكاراً يمثلان جوهر المرحلة المقبلة.

وتطمح الصين، من خلال هذه الخطة الطموحة، إلى ترسيخ نموذجها الفريد في التحديث، القائم على التوازن بين النمو الاقتصادي والتماسك الاجتماعي وحماية البيئة، بما يعزز نهضة الأمة الصينية ويضمن لها موقع الريادة العالمية. إنها خريطة طريق جديدة تفتح أمام الصين آفاق مرحلة تاريخية من التنمية المستدامة والازدهار، وتؤكد أن مسيرة بناء الدولة الحديثة تسير بثبات نحو تحقيق أهداف المئوية الثانية لجمهورية الصين الشعبية، في ظل قيادة مركزية موحدة ورؤية تنموية لا تعرف التراجع.

زر الذهاب إلى الأعلى