السمارة على موعد مع التاريخ: أول رحلة جوية تربط المدينة بالدار البيضاء

السمارة – أحمد البوحساني

في يوم تاريخي سيبقى راسخًا في ذاكرة سكان السمارة، حطّت صباح اليوم الاثنين 10 نونبر 2025، أول رحلة جوية مباشرة قادمة من الدار البيضاء، إيذانًا بإطلاق خط جوي جديد طال انتظاره، يربط المدينة بباقي جهات المملكة، ويعزز حضورها ضمن الدينامية التنموية التي تشهدها الأقاليم الجنوبية للمملكة.

الطائرة التابعة لشركة الخطوط الملكية المغربية إكسبريس من طراز ATR 72-600، وصلت إلى مطار السمارة حوالي الساعة الحادية عشرة صباحًا، بعد رحلة استغرقت ساعة و45 دقيقة، وعلى متنها وفد رسمي وعدد من الركاب. وتتميز هذه الطائرة الصغيرة بقدرتها على استيعاب ما بين 72 و78 راكبًا، وبكفاءتها العالية في الرحلات الإقليمية القصيرة.

وحظيت الرحلة الأولى باستقبال رسمي مهيب، بحضور وزير النقل واللوجستيك عبد الصمد قيوح، ووالي جهة العيون الساقية الحمراء، وعامل إقليم السمارة، إلى جانب مسؤولين مدنيين وعسكريين ومنتخبين، في أجواء احتفالية عكست فرحة الساكنة بهذا الحدث الكبير.

ويأتي هذا الخط الجوي الجديد، الذي يشتغل بوتيرة رحلتين أسبوعيًا، تتويجًا لتنسيق محكم وتعاون مثمر بين وزارة النقل واللوجستيك، ووزارة الداخلية، والوزارة المنتدبة المكلفة بإدارة الدفاع الوطني، وجهة العيون الساقية الحمراء، والخطوط الملكية المغربية، والمكتب الوطني للمطارات، إلى جانب السلطات المحلية والأمنية والهيئات المنتخبة بالإقليم.

وفي تصريح بالمناسبة، أكد الوزير عبد الصمد قيوح أن هذا المشروع “يشكل لبنة جديدة في مسار تعزيز الربط الجوي بين مختلف جهات المملكة، وترجمة عملية للرؤية الملكية الرامية إلى تحقيق العدالة المجالية وتكافؤ الفرص في التنمية”.

وأضاف أن الخط الجديد بين السمارة والدار البيضاء من شأنه تسهيل تنقل المواطنين ورجال الأعمال، وتحفيز المبادرات الاقتصادية والاستثمارية، ودعم الجاذبية السياحية للإقليم، فضلًا عن دوره في تعزيز الاندماج الجهوي وتقوية الروابط بين شمال المملكة وجنوبها.

ويأتي إطلاق هذا الخط الجوي تزامنًا مع الاحتفالات بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة، بما يحمله من رمزية وطنية كبيرة تعكس تلاحم الدولة والمجتمع في خدمة تنمية الصحراء المغربية.

واختتم الوزير تصريحه بالتأكيد على أن وزارة النقل واللوجستيك ستواصل العمل على تطوير شبكة النقل الجوي والبري والبحري، في إطار رؤية متكاملة تهدف إلى تحقيق تنمية متوازنة وشاملة في مختلف ربوع المملكة.