غالي يبني قصراً في تندوف.. والهلال الأحمر يستغيث لإنقاذ الجائعين في المخيمات

الدار/ إيمان العلوي
تفجّرت موجة واسعة من الانتقادات بعد تداول معلومات حول تشييد مقر فاخر جديد لزعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، في وقت يعيش فيه آلاف المحتجزين أوضاعاً معيشية هي الأصعب منذ سنوات بسبب نقص حاد في الغذاء.
الخبر الذي انتشر بشكل واسع بين سكان المخيمات وخارجها يأتي في لحظة شديدة الحساسية، إذ كان الهلال الأحمر قد وجه نداءً عاجلاً للمجتمع الدولي للحصول على 100 مليون دولار من المساعدات الغذائية، محذراً من “أزمة جوع خطيرة” تهدد الأطفال والنساء بشكل خاص. وتحذر تقارير دولية من أن الوضع الإنساني بلغ مستويات مقلقة، حيث يعاني معظم السكان من انعدام الأمن الغذائي وغياب الحد الأدنى من الخدمات.
غير أن صور المشروع الجديد المنسوب لزعيم الجبهة أثارت استياءً كبيراً، واعتبرها كثيرون دليلاً إضافياً على انفصال القيادة عن واقع المخيمات. معارضون صحراويون قالوا إن الترف الذي يُشيَّد في منطقة يغرق سكانها في الفقر يؤكد وجود خلل كبير في أولويات الجبهة، خصوصاً مع تواتر تقارير سابقة تتحدث عن اختلالات في تدبير المساعدات وتحويل جزء منها بعيداً عن مستحقيها.
وتتزامن هذه التطورات مع صدور قرار مجلس الأمن الأخير 2797 الذي عزز موقع مبادرة الحكم الذاتي المغربية كخيار واقعي لإنهاء النزاع، وهو قرار خلّف ارتباكاً داخل المخيمات وزاد من حدة التوتر في صفوف الشباب خاصة، ممن يرون أن مستقبلهم يُدار خارج رغبتهم بينما ظروف العيش تزداد قسوة.
في ظل هذا المشهد، تتعاظم التساؤلات حول مصير سكان المخيمات الذين يجدون أنفسهم بين يدين: أزمة إنسانية خانقة، وقيادة تنشغل بإقامة مبانٍ جديدة في وقت تتقلص فيه حصص الغذاء، وتزداد فيه الشكوك حول مصداقية النداءات التي تطلقها الجبهة باسم “معاناة” لا يلمسها الكثيرون في سلوك مسؤوليها.




