أحزابسلايدر

أخنوش من الناظور: حوّلنا وعود 2021 إلى إنجازات ملموسة ونواصل العمل لبناء دولة اجتماعية قوية

الناظور – أحمد البوحساني

أكد رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، أن الحكومة أوفت بالتزاماتها التي قطعتها على نفسها منذ سنة 2021، وحوّلت الوعود الانتخابية إلى إنجازات واقعية انعكست بشكل مباشر على حياة المواطنين، مشددًا على أن “المغاربة يستحقون الأفضل، ومسار الإصلاح والتنمية ما زال متواصلاً”. جاء ذلك خلال كلمة ألقاها، اليوم السبت بمدينة الناظور، في إطار المحطة الحادية عشرة من جولة “مسار الإنجازات”.

التعليم في صلب الإصلاحات الحكومية :

واستحضر أخنوش، في مستهل كلمته، محطة يونيو 2021 التي شهدت تقديم البرنامج الانتخابي للحكومة، مبرزًا أن جهة الشرق كانت من بين أهم محطات تلك الجولة. وقال إن الحكومة تعاملت مع كل كلمة قيلت آنذاك على أنها التزام في أعناقها، معتبرًا أن الاستثمار الحقيقي هو الاستثمار في الإنسان، وعلى رأسه إصلاح منظومة التعليم.
وفي هذا السياق، أوضح رئيس الحكومة أن إعادة الاعتبار لمهنة الأستاذ شكّلت مدخلاً أساسياً لإصلاح التعليم، مذكّرًا بالوفاء بالالتزام المتعلق بالزيادة في أجور الأساتذة، حيث استفاد 330 ألف موظف من زيادة لا تقل عن 1500 درهم. كما تم إرساء مسار جديد لتكوين الأطر التربوية يمتد لخمس سنوات بعد البكالوريا، يجمع بين التكوين الأكاديمي والتأهيل المهني والتدريب الميداني.
وأضاف أن الحكومة أولت عناية خاصة بالعالم القروي، من خلال بناء 474 مدرسة جديدة، و109 مدارس جماعاتية، و120 داخلية، إلى جانب رفع عدد المستفيدين من النقل المدرسي بنسبة 54 في المائة، وتحسين خدمات الإطعام المدرسي.

تعميم الحماية الاجتماعية والدعم المباشر :

وفي محور الحماية الاجتماعية، أكد أخنوش أن الحكومة نجحت في تعميم التغطية الصحية، ليصبح جميع المغاربة متساوين في الاستفادة منها، وفق مبدأ التضامن، حيث تتكفل الدولة بانخراطات حوالي 4 ملايين أسرة غير قادرة على الأداء.
كما أبرز أن تنزيل ورش الدعم الاجتماعي المباشر مكّن اليوم 4 ملايين أسرة من الاستفادة من دعم شهري يتراوح بين 500 و1200 درهم، تنفيذًا للتوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، مضيفًا أن الحكومة حولت هذه الالتزامات إلى واقع ملموس في ظرف أربع سنوات فقط.

مؤشرات اقتصادية إيجابية وتحسن في القدرة الشرائية :

توقف رئيس الحكومة عند بعض المؤشرات الاقتصادية، مؤكدًا أنها ليست مجرد أرقام، بل تعكس تحسنًا فعليًا في معيشة المواطنين. وأشار إلى إعلان المندوبية السامية للتخطيط عن تسجيل الناتج الداخلي الخام نموًا بنسبة 7,9 في المائة خلال سنة 2024، وارتفاع القدرة الشرائية بنسبة 5,1 في المائة، مقابل أقل من 2 في المائة سنة 2023.
كما سجلت الاستثمارات الخاصة ارتفاعًا بنسبة 20 في المائة مقارنة مع سنة 2023، وهو ما يعني، بحسب أخنوش، خلق مشاريع جديدة ومناصب شغل إضافية، وتعزيز الاستقرار المالي للبلاد. وأكد أن هذه النتائج تحققت بفضل سياسات عمومية مسؤولة، وإصلاحات جريئة، واستثمار متواصل في الرأسمال البشري.

لسنا راضين 100 في المائة وطموحنا أكبر :

شدد أخنوش على أن الحكومة، رغم ما تحقق، ليست راضية بشكل كامل، لأن طموحاتها وطموحات المغاربة أكبر، مبرزًا أن الهدف هو تعزيز ركائز الدولة الاجتماعية، وفي مقدمتها التعليم والصحة والدعم الاجتماعي، مع مواصلة الاستماع لانتظارات المواطنين والانفتاح على النقد البناء.
وأضاف أن الحكومة واعية بأن التغيير الذي تحقق لم يبلغ بعد المستوى المأمول لدى الجميع، وهو ما يزيدها إصرارًا على مضاعفة الجهود، معتبرًا أن المواطن المغربي أصبح واعيًا ويميز بين العمل الجاد والكلام الفارغ.

تنمية جهة الشرق .. مشاريع ملموسة وأوراش مفتوحة :

في ما يخص جهة الشرق، أكد رئيس الحكومة أنها تحظى بنفس الأهمية التي تحظى بها باقي جهات المملكة، مشيرًا إلى إنجاز 726 كيلومترًا من الطرق لفك العزلة، واقتراب انتهاء أشغال المستشفى الإقليمي بالناظور، إلى جانب تقدم أشغال مستشفيات بركان وتاوريرت وجرسيف، وبرمجة مستشفيات جديدة بعدة أقاليم.
كما تطرق إلى التحديات المرتبطة بندرة المياه، موضحًا أن الحكومة أطلقت برنامجًا استعجاليًا لتأمين التزود بمياه الشرب والسقي، وتسريع أشغال رفع الطاقة الاستيعابية لسد محمد الخامس، إضافة إلى تعميم السقي بالتنقيط على مساحة 82 ألف هكتار، بدعم يفوق 4 مليارات درهم لفائدة الفلاحين.

الصناعة والسياحة والصناعة التقليدية: رافعات للتشغيل :

في مجال الصناعة، أبرز أخنوش الدينامية التي تعرفها جهة الشرق، خاصة مع إطلاق منطقة التسريع الصناعي Nador West Med على مساحة 600 هكتار، والتي تحتضن بالفعل مصانع كبرى وفّرت آلاف مناصب الشغل، إضافة إلى توسيع المناطق الصناعية بسلوان ووجدة وبركان وجرادة.
أما في قطاع السياحة، فأكد أن الحكومة رفعت عدد المقاعد الجوية بنسبة 60 في المائة، وواكبت 48 مشروعًا سياحيًا بالجهة في إطار برنامج “Go Siyaha”. كما توقف عند أهمية قطاع الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي، مبرزًا أن الجهة تحتل المرتبة الأولى وطنيًا من حيث عدد التعاونيات، بما يفوق 8600 تعاونية وأكثر من 80 ألف صانع وحرفي.

الشباب في صلب الرؤية الحكومية :

أكد رئيس الحكومة أن مستقبل المغرب يبدأ من شبابه، مشيرًا إلى تعزيز العرض الجامعي والتكويني بجهة الشرق، من خلال مؤسسات رائدة، من بينها المدرسة الوطنية للذكاء الاصطناعي والرقمنة ببركان، ومدينة المهن والكفاءات، ومراكز الإدماج والتفتح، بهدف تمكين الشباب من مهارات عصرية تواكب متطلبات سوق الشغل.

جئنا لنشتغل وليس لنتحدث :

في ختام كلمته، شدد أخنوش على أن حزبه لا ينتظر الاستحقاقات الانتخابية للنزول إلى الميدان، مؤكدًا أن العمل الميداني، والإنصات للمواطنين، وخدمتهم بصدق، هي جوهر المسؤولية السياسية. وقال: “نحن نشتغل تحت التوجيهات السامية لصاحب الجلالة، والمشروع الاجتماعي الملكي هو بوصلتنا، وهدفنا واحد: مغرب واحد لجميع المغاربة، يحترم الكرامة ويوفر نفس الفرص للجميع”.

وختم بالتأكيد على أن الطريق ما زال طويلاً، لكن بالشجاعة والعمل والتعاون، ستواصل الحكومة مسار الإنجازات، لأن المغاربة، على حد تعبيره، “يستحقون دائمًا الأفضل”.

زر الذهاب إلى الأعلى