المواطن

ترسيم التوقيت الصيفي يؤجج الاحتقان الاجتماعي بالمغرب

الدار/ فاطمة الزهراء أوعزوز

 

أثار موضوع الاحتفاظ بالتوقيت الصيفي، والإبقاء على الساعة الإضافية نقاشا كبيرا في أوساط المواطنين المغاربة، كونهم رفضوا القرار واعتبروه مجحفا، بالنظر لمجموعة من الاعتبارات منها الصحية وأخرى مرتبطة بإرادتهم في المشاركة في تنزيل القرارات التي تخصهم، في مقابل رفضهم التام للتنزيل الفجائي للقرارات دون الأخذ بعين الاعتبار للإرادة الجمعية للمواطنين المغاربة. موقع" الدار" يبحث الموضوع.

 

ترسيم الساعة الإضافية يزيد من الاحتقان الشعبي ضد الحكومة

يقول الباحث في علم الاجتماع رشيد بوعبيد، في تصريح خاص لموقع "الدار"، إن  التفاعلات التي ظهرت على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تلخص ردود الفعل التي تخص الإبقاء على الساعة الإضافية تشكل رفضا قاطعا لهذا القرار، لأن معظم المواطنين المغاربة خرجوا في شكل غير مباشر للتعبير عن رفض ترسيم هذا القرار.

 وأوضح الباحث أن ردود الفعل هذه تعتبر طبيعية، لأن قرار الإبقاء على التوقيت الصيفي كان عكس المتوقع بعدما كان من المنتظر إلغاء الساعة، وهذا الأمر هو  الذي خلق نوعا من التوتر لدى مجموعة من الإدارات وغيرها من المؤسسات التي تعتمد التوقيت الإداري، وبالتالي يوضح بوعبيد، فإن هناك فئات كبيرة مجبرة على الحفاظ على التوقيت بالرغم من كونه لا يتناسب والحاجيات اليومية للعديد من المواطنين.

وبناء على ما سبق أشار بوعبيد أن هذا التوقيت خلق نوعا من التوتر، بالنظر للعامل السلبي المتمثل في المؤثرات الصحية التي تطال الصحة وتولد مجموعة من الانعكاسات السلبية، وهو الأمر الذي يؤثر على الأطفال على وجه الخصوص، كون هذا التوقيت يبعد عن الساعة البيولوجية ومن ثم يعتبر إزعاجا على المستوى النفسي.

من جهة أخرى، أشار الباحث أن السبب الثاني الذي أثار غضب المغاربة، هو اتخاذ القرار بشكل مفاجئ دون التشاور مع المواطنين المغاربة ودون مراعاة ظروفهم الخاصة الأمر الذي خلق   نوعا كبيرا من القلق   الذي عبر عنه المواطنين المغاربة بشكل ملفت للانتباه.

أكثر من ذالك، يوضح المتحدث، فإن انتفاء الأهداف الأساسية لهذا التوقيت، هو الأمر الذي أثار حفيظة المغاربة، خصوصا وأنهم يجدون أنفسهم مجبرين على تقبل قرار الإبقاء على هذا التوقيت دون معرفة الأسباب الماثلة وراء أجرأة هذا القرار والعمل على ترسيمه السنة بأكمله، لأن اعتماد الساعة غير مرتبطة بأهداف محددة ما دامت لا تهم المواطن بالدرجة الأولى، والمؤثرات تفيد بطغيان الجانب السلبي، وعدم الرضا هو الارتسام العام لدى المواطنين.

 

الحكومة لا تأبه بالتوجسات الفردية

من جهته، قال المحلل السياسي عبدالرحيم العلام في تصريح لموقع "الدار"، أن على الحكومة أن تشعر بهذا الرفض الشعبي الذي أبان عنه المواطنون المغاربة، الأمر الذي يحتم ضرورة الخروج إلى أرض الواقع والنزول إلى الشارع قصد التعبير عن هذا الرفض، موضحا أن الحكومة لم تأبه لرد فعل المواطنين المغاربة، لأنهم يقتصرون فقط على التعبير عن آرائهم على المستوى الافتراضي، ومن ثم لا يمكن للحكومة أن تقوم بصياغة سياساتها العامة بالاعتماد على الأحاديث التي تخص الناس فيما بينهم، مشيرا إلى أن التعبير عن الرفض يقتضي تجسيده على أرض الواقع من قبيل تنظيم احتجاجات أو من خلال الامتناع عن العمل والدراسة، في أفق تشكيل قوى ضغط على الحكومة لمراعاة رأي المواطنين المغاربة.

وأضاف المحلل السياسي أن الحكومة غير مبالية بالتوجسات الفردية، إضافة إلى ذلك فإن اتخاذ هذا القرار يمكن أن يكون النتيجة التي تمخضت عقب المشاورات الداخيلية مع العديد من الأطراف الفاعلة في اتخاذ القرار، إلى جانب النقاشات التي تخص الباحثين والخبراء الاقتصاديين الذين ربما أدلوا بدلوهم في هذا  السياق وشددوا على أهمية اعتماد الساعة الإضافية على مدار السنة.

الساعة الإضافية تضعف الأداء وتسبب اضطرابات نفسية

الأخصائية في الطب العام، هاجر حسنين، قالت في تصريح لموقع"الدر"، أن الانعكاسات السلبية التي تترتب عن الساعة الإضافية متعددة، خصوصا بالنسبة للأطفال الذين لا يأخذون الوقت الكافي من النوم، أكثر من ذلك فإن التوقيت المخصص لوجبة الفطور غالبا ما يتم تجاوزه بالنظر للإكراه الزمني، الأمر الذي يعرض صحة الطفل للعديد من الانعكاسات السلبية، مشيرة أن الأمر لا يقتصر فقط على الأطفال بل يشمل جميع الفئات العمرية، حيث يكون الجانب النفسي هو التحدي الأكبر، لأن معظم الناس يعبرون عن امتعاضهم من هذا الترسيم الذي يصر على الإبقاء على هذا التوقيت، مما يحدث العديد من الاختلالات الوظيفية في الجسم جراء عدم الاستفادة من القسط الكافي من النوم، ومن ثم فالأمر يؤثر على الأداء الوظيفي للفرد داخل مؤسسة عمله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تسعة عشر − 2 =

زر الذهاب إلى الأعلى