مراقبة المساجد في قلب “معركة صامتة” بين المغرب وإسبانيا
الدار/ المحجوب داسع
لازالت "معركة" مراقبة المساجد، وإحصاء القيميين الدينيين، في مدينة سبتة المغربية المحتلة، مستمرة، بين السلطات الاسبانية والمغربية، منذ أن أطلقت سلطات مدريد مشروعها الكبير المتمثل في خلق "إسلام إسبانيا"، في عام 2017، وهو البرنامج الذي يواجه عزوف مجموعة من الأئمة، الذين يرفضون تسجيلهم في السجل الرسمي.
وفي هذا الصدد، تعتزم وزارة العدل الاسبانية، إحياء عملية تسجيل الأئمة، والقيمين الدينيين، ابتداء من شهر غشت الجاري، وهي الحملة التي عهد إلى اللجنة الإسلامية الإسبانية (CIE)، الذراع الديني للدولة الإسبانية، بالإشراف عليها، رغم أن سلطات مدريد تتهم السلطات المغربية بالضغط على أئمة والحيلولة دون أن تشملهم عملية الاحصاء.
في أكتوبر 2017، أطلق مشروع إحصاء الأئمة، أو ما اصطلح عليه بـ"التسجيل الديني" لجميع الأديان، دون أن تنجح السلطات الإسبانية في اقناع القيادات الدينية الإسلامية في سبتة بالانخراط فيه، حيث لم يتجاوز عدد الأئمة الذين تم احصاؤهم رسميا في السجل الرسمي لدى السلطات، ثلاثون إمامًان مقارنة بعدد البوذيين.
واتهمت أصوات في إسبانيا، السلطات المغربية بالوقوف وراع عرقلة عملها، و فشل عملية الإحصاء، متهمين اياها بالضغط على الأئمة لمقاطعة المبادرة.
وأكد محمد حميدو، مندوب اللجنة الإسلامية الإسبانية في سبتة، أن العملية التي أطلقتها وزارة العدل، إيجابية، معربا عن أمله في أن يصل عدد الأئمة الذين سيتم إحصاؤهم إلى 60 إمامًا نهاية الصيف الجاري.
وكان معهد "الكانو" الشهير، قد حذر قبل أشهر من تأثير المغرب على نموذج "الإسلام الاسلامي"، في تقرير بعنوان "العلاقات: إسبانيا – المغرب"، الذي دعا السلطات الإسبانية "للمشاركة بنشاط" في تكوين أئمة المساجد في جميع أنحاء البلاد وعدم ترك الفراغ أمام المغرب.
وسبق أن دعا وزير الاوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، في أعقاب الهجمات الإرهابية التي هزت برشلونة في غشت 2017، إلى التعاون المغربي الإسباني لمحاربة "التطرف الديني"، كما دعا عبد الله بوصوف، الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، بدوره، الجارة الإيبيرية، إلى "استلهام نموذج الإسلام المغربي"، خصوصا في شقه المتصل بمحاربة التطرف والإرهاب.