أخبار الدار

قضية “تشويط” الرؤوس”: نيران صديقة بحزب العدالة والتنمية بطنجة.. !

الدار- أحمد الخليفي

اتخذ قرار منع "تشويط" رؤوس الأضاحي بطنجة طابعا كوميديا، بعد أن قرر عمدة المدينة، اتخاذ قرار لم يستطع كل عمداء المدن السابقين اتخاذه، بالنظر إلى حساسيته البالغة بين قطاع عريض من الشباب والأطفال، بحيث صارت مهمة "تشويط" الرؤوس طقسا سنويا يستمتعون فيها "ماديا ومعنويا".

وعلق كثيرون على قرار عمدة طنجة بكونه يدخل في إطار "نيران صديقة"، وربطوا ذلك بانتمائه إلى حزب العدالة والتنمية"، الذي سبق أن حصل في الانتخابات الجماعية الأخيرة على نسبة قياسية من الأصوات في المدينة اعتمادا على الطبقات الفقيرة في الغالب، وحصل بذلك على أربعة مقاطعات ومنصب العمودية، بارتياح بالغ.

ويقول سكان طنجة إن حزب العدالة والتنمية، منذ تقلده منصب المسؤولية في المدينة، واستحواذه على كل المقاطعات، صار لعنة حقيقية على المدينة وسكانها، وأن هذا الحزب يدرك أنه لن يعود إلى سابق عهده أبدا، لذلك قرر إطلاق كل الرصاص على نفسه، عبر نظرية "نيران صديقة".

ويقول أعضاء من داخل الحزب إن هذا القرار، الذي يوفر لقمة العيش لآلاف الشباب كل عيد، يعتبر ضربة موجعة لما تبقى من شعبية حزب كان يعتبر طنجة واحدة من قلاعه الأساسية، فصار سكانها يستعجلون الانتخابات المقبلة لكي يوجهوا للحزب آخر رسالة تحمل كلمة واحدة وهي "إرحل"..

ولم يكن قرار منع "تشويط" رؤوس الأضاحي الوحيد الذي يصب في السلة المثقوبة لهذا الحزب في "قلعته" المفضلة، بل إن سنوات من سوء التسيير والعشوائية في تدبير القطاعات الأساسية، تدفع باستمرار تجارا وفاعلين اجتماعيين وضحايا من مختلف القطاعات إلى الاحتجاج خلال دورات المجلس الجماعي، وهو ما دفع عمدة طنجة إلى اتخاذ قرار بعقد الدورات بأبواب مغلقة.

كما تعيش الجماعة الحضرية لطنجة تقشفا غير مسبوق، أثر بشكل كبير على جودة خدمات التسيير، بحيث يمكن ملاحظة التردي الكبير للخدمات الأساسية في طنجة.

ويصف سكان طنجة تدبير القطاعات الرئيسية في المدينة بأنه الأسوأ على الإطلاق، وهو ما أثار سخطا متعاظما في المدينة على حزب "العدالة والتنمية"، خصوصا بعد تفويت شوارع المدينة لشركة حجز خاصة "الصابو"، وتفويت حدائق المندوبية التاريخية لهذه الشركة من أجل تحويلها إلى "باركينغ"، وعدم الوفاء بوعد تحويل المطرح الجماعي، الذي يشكل معضلة حقيقية للمدينة، واستفحال معضلة النقل العمومي وارتفاع تكاليف التسيير.. ومشاكل أخرى كثيرة جعلت من "الحقبة الذهبية" للعدالة والتنمية، مجرد كابوس ينتظر سكان المدينة انتهاءه في أقرب وقت.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

خمسة × 5 =

زر الذهاب إلى الأعلى