المواطن

من يتحمل مسؤولية اختفاء المراحيض الذكية بالدار البيضاء؟

الدار البيضاء: عبد اللطيف الموساوي

تبخرت احلام البيضاويين بالتوفر على المراحيض العمومية، التي ينتظرها سكان العاصمة الاقتصادية ومعهم زوارها المغاربة والأجانب، الذين يجدون صعوبة في قضاء حاجاتهم البيولوجية بسبب غياب فضاءات عمومية لذلك.

ويعاني سكان الدار البيضاء وزوارها، خاصة في وسط المدينة وعدد من الأحياء، الأمرين؛ إذ يضطرون إلى الاستعانة بمراحيض المقاهي واستجداء السماح لهم بذلك، أما الأشخاص المرضى فمعاناتهم مع هذا المعطى مضاعفة.

فرغم مرور حوالي تسعة اشهر على الاعلان على اسم الشركة التي فازت بصفقة انجاز المراحيض العمومية الذكية و التي بلغ ثمن انجاز الواحدة منها حوالي 48 مليون سنتيم لم ترى هذه المشاريع النور و هو ما جعل مجموعة من سكان البيضاء يتساءلون عن السبب في تعطل هذا المشروع ، حيث  تسائل بعض المغردين على مواقع التواصل الاجتماعي عن السبب الذين ارجعوه الى الدراسة الخاصة بالمشروع التي لم تكن مكتملة ، لعدم احتساب كلفة ربط هاته المراحيض مع شيكات الماء و الكهرباء و الصرف الصحي و عدم تحديد الاماكن التي ستستفيد من هذه المراحيض الذكية و طريقة تسييرها و تدبيرها و تكلفة الصيانة و الحراسة 

 في حين ارجع البعض هذا التأخر أن العمدة العٓماري ينتظر اقتراب موعد الانتخابات للظهور بمظهر خادم البيضاويين ومُحب الخير لهم، للركوب على المراحيض العمومية كما تم الركوب على احتجاجات حركة 20 فبراير

كما ان شركة الدارالبيضاء للتهيئة التابعة لعُمدة المدينة، والتي خصصت 4 ملايير للمشروع، هي بدورها يسود بمقراتها صمت مطبق حول فشل تنفيذ المشروع دون اعلان السبب للمواطنين الذي تمول هذه المشاريع من أموالهم.

قصة المراحيض بدأت عندما أعلنت شركة "الدارالبيضاء للتهيئة" عن طلب عروض لاقتناء 100 مرحاض ذكي ذاتي التنظيف لتثبيها في مقاطعات مختلفة بالعاصمة الاقتصادية ، هي ما أدى إلى تناسل ردود فعل مستاءة خاصة في مواقع التواصل ألاجتماعي إذ لم يستسغ كيف يكلف مرحاض مبلغ 60 مليون سنتيم؟

يضم طلب العروض نوعين من المراحيض واحد على شكل حائط تبول خارجي من مكانين، وثان خاص بذوي الاحتياجات الخاصة بحائط تبول خاص لثلاثة أشخاص بدأت عملية فتح الأظرف الخاصة بالمناقصة يوم 16 أكتوبر المقبل، كما حددت مدة الإنجاز في 18 شهرا.

يوضح مصدر من شركة الدار البيضاء للتهيئة بأن تحديد سعر المرحاض الواحد جاء بعد أن قامت الشركة بدراسة لنماذج مدن مماثلة للدار البيضاء من حيث عدد السكان كمدريد واسطنبول وفرانكفورت وأن هذا الجيل الجديد من المراحيض يتميز ببعده الإيكولوجي، من حث تدبير المياه، والأتوماتيكية في الاشتغال والتنظيف.

وخلال شهر ماي الماضي، ثبتت مدينة مونتريال الكندية 12 مرحاضا آلي التنظيف في ولاية فيل ماري بكلفة بلغت 3 ملايين دولار ونصف المليون، ووفق ما كشفه "لوجورنال دو مونتريال"، فإن المرحاض الواحد كلف 265 ألف دولار، أي ما يقارب 260 مليون سنتيم للمرحاض الواحد.

كما سبق لمدينة نومير البلجيكية أن ثبتت مرحاضين بقيمة 125 ألف دولار للمرحاض الواحد، كما سبق وأن قررت بلدية طروة الفرنسية وضع مراحيض مشابهة وهو ما كلفها 50 ألف أورو المرحاض الواحد.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اثنان + عشرة =

زر الذهاب إلى الأعلى