أخبار دولية

هل ستوسع إسرائيل معركتها ضد إيران إلى جبهات جديدة؟

أعلنت إسرائيل ليل السبت – الأحد، تنفيذ غارات في سوريا لوقف محاولة إيرانية لشن هجوم على أهداف إسرائيلية، في الوقت نفسه، أفادت تقارير عن استهداف إسرائيل مواقع لميليشيات الحشد الشعبي وحزب الله المدعومين من إيران في العراق والضاحية الجنوبية لبيروت.

فهل يمكن للمواجهة غير المباشرة بين إسرائيل وإيران والتي انحصرت حتى الآن على الأراضي السورية أن تتوسع الى الجبهتين الأخريين؟

ماذا حدث الأحد؟

أعلنت إسرائيل في الساعات الأولى من صباح الأحد، أنها قصفت ”عددًا من الأهداف الإرهابية“ في منطقة عقربا جنوب شرق دمشق، وأحبطت محاولة لإيران وحلفائها لشن هجوم مخطط له بطائرات مسيرة تحمل متفجرات، على أراضيها.

وأسفرت الغارات الجوية عن مقتل خمسة مقاتلين بينهم عنصران في حزب الله وآخر إيراني. ونفت إيران تعرض مواقعها لأي ضربات، بينما أكد الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، أن إسرائيل استهدفت نقطة للحزب بطائرة مسيرة مفخخة.

وقال نصرالله إنه ”أول خرق كبير وواضح لقواعد الاشتباك التي تأسست بعد حرب تموز 2006“ بين إسرائيل وحزب الله.

وفي حادثة ثالثة، اتهمت قوات الحشد الشعبي العراقية إسرائيل بشن هجوم بطائرة مسيرة أسفر عن مقتل أحد مقاتليها على بعد 15 كيلومترًا من الحدود العراقية مع سوريا، ولم تعلق إسرائيل على التقارير الواردة من لبنان والعراق.

ما الذي تغير؟

تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بمنع إيران، عدو إسرائيل اللدود، من ترسيخ وجودها عسكريًا في سوريا المجاورة.

وتخشى إسرائيل أن تتزوّد إيران بالسلاح النووي، وتدعم إيران الرئيس السوري بشار الأسد في الحرب الجارية في بلاده والتي اندلعت شرارتها في عام 2011.

ومنذ ذلك الوقت، نفذت إسرائيل مئات الضربات في سوريا ضد ما تقول إنها أهداف إيرانية وأخرى لحزب الله الذي يقاتل الى جانب قوات النظام، ونادرًا ما تعترف إسرائيل علنًا بذلك كما فعلت في وقت مبكر الأحد.

في فبراير 2018، قالت إسرائيل إنها أسقطت طائرة إيرانية بدون طيار دخلت مجالها الجوي.

وفي حال تم تأكيد الضربات الإسرائيلية على العراق، فسيشكل ذلك امتدادًا واضحًا لحملة إسرائيل ضد إيران ومن تصفهم بأنهم ”ميليشياتها بالوكالة“.

لماذا العراق؟

يقول محللون إسرائيليون، إن إيران على ما يبدو حولت جزءًا من نشاطها إلى العراق بسبب الضربات الجوية المتكررة في سوريا.

وحذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو من أن ”أي دولة ستسمح باستخدام أراضيها للعدوان على إسرائيل ستتحمل تبعات ذلك“.

ويرى يعقوب أميدرور من معهد القدس للاستراتيجية والأمن والمستشار السابق للأمن القومي الإسرائيلي، أن ”على العراق كدولة ذات سيادة أن تأخذ بالاعتبار أنها أصبحت منصة انطلاق ومكانًا محوريًا للغاية في الخطة الإيرانية الكبيرة“، ويضيف ”لا يمكنك أن تكون جزءًا من خطة الإيرانيين والبنية التحتية الإيرانية والآلة الإيرانية وتبقى بعيدًا عن اللعبة“.

هل هناك مخاطر تصعيد؟

بعد سقوط طائرتي استطلاع على لبنان، إحداها انفجرت وتسببت بأضرار في المركز الإعلامي لحزب الله، ألقى حسن نصرالله كلمة أمام الآلاف من مناصريه خلال احتفال حزبي في شرق لبنان.

وقال نصرالله: ”انتهى الزمن الذي تأتي فيه طائرات إسرائيلية تقصف مكانًا في لبنان ويبقى الكيان الغاصب في فلسطين آمنًا“، مضيفًا ”لن نسمح بمسار من هذا النوع مهما كلف الثمن.. وسنفعل كل شيء لمنع حصوله“.

وخاطب نصرالله الإسرائيليين بالقول ”لا تعيشوا، لا ترتاحوا، لا تطمئنوا ولا تراهنوا لحظة واحدة أن حزب الله سيسمح بمسار وبعدوان من هذا النوع“.

ويعدّ هذا التصعيد الأول بهذا الحجم منذ انتهاء حرب العام 2006 التي اندلعت إثر إقدام الحزب على خطف جنديين إسرائيليين في 12 يوليوز، فردت إسرائيل بهجوم مدمر استمر 33 يومًا. ولم تنجح في تحقيق هدفها المعلن في القضاء على حزب الله.

وانتهت الحرب بصدور القرار الدولي 1701 الذي أرسى وقفًا للأعمال الحربية بين لبنان وإسرائيل، وعزز من انتشار قوة الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان (يونيفيل).

ويرى كريم بيطار من معهد الشؤون الدولية والاستراتيجية ومقره باريس، أن تنسيق الضربات يجري بين الولايات المتحدة وإسرائيل كجزء من الجهود للضغط على إيران.

وجاءت سلسلة الحوادث الأحد في وقت دعا الرئيس الفرنسي إيمانول ماكرون وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى المشاركة في الاجتماعات على هامش قمة مجموعة السبع في بياريتس في فرنسا، في محاولة لتهدئة التوترات الحاصلة حول ملف إيران النووي.

ويقول بيطار، إن ”الحادث المنفصل في لبنان على وجه الخصوص يمكن أن يشكل خطرًا“، ويوضح ”يبدو أن لاعبين كثرًا يلعبون بالنار في أخطر الأوقات“، مضيفًا ”أي حادثة أخرى مماثلة قد تؤدي إلى مواجهة واسعة النطاق“.

هل من اعتبارات سياسية داخلية؟

ليست هذه المرة الأولى التي تؤكد فيها إسرائيل علنًا توجيهها ضربة إلى سوريا، لكن ذلك يأتي قبل أسابيع فقط من الانتخابات التشريعية المقررة في 27 شتنبر، والتي يسعى نتانياهو من خلالها إلى إعادة انتخابه.

ويستبعد أميدور ”وجود أي اعتبار سياسي“، مشيرًا الى أن ”الجيش الإسرائيلي لا يسمح إجمالًا بأن يتم استخدامه في حملة سياسية“.

ويقول رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية السابق في إسرائيل عاموس يدلين، أن الإعلان صدر لردع الإيرانيين، وكتنبيه للقوات الإسرائيلية والهيئات المدنية بأن تكون على دراية بالانتقام المحتمل من إيران.

ويشير يادلين إلى احتمال وجود ”اعتقاد لدى أحدهم بأن ذلك سيساعد (نتانياهو) سياسيًا في الانتخابات المقبلة“.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

5 − اثنان =

زر الذهاب إلى الأعلى