الجيش الأمريكي يطور أسلحة تدمر نفسها ذاتيًا بعد أداء مهمتها
طور باحثون أمريكيون مادة من نوع خاص من البوليمرات يمكن أن تدمر نفسها ذاتيًا، وتختفي دون ترك أثر بعد أداء مهمتها السرية.
ويقول علماء إن المادة الجديدة، التي ابتكرها باحثون في الجمعية الكيميائية الأمريكية، بناء على طلب وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، يمكن استخدامها لتصنيع أجهزة الاستشعار والتجسس الإلكترونية التي يمكن إلقاؤها في أرض العدو لأداء مهمة استطلاع قبل تدمير نفسها ذاتيًا والاختفاء دون أثر لوجودها من الأساس.
ووفقًا لصحيفة ”ديلي ميل“ البريطانية، قال مدير المشروع الدكتور بول كول: ”هذه المادة لا تتحلل ببطء على مدار عام، مثل المواد البلاستيكية القابلة للتحلل، بل يختفي هذا البوليمر في لحظات عندما يتلقى أمر التدمير الذاتي أو عندما يتعرض للشمس“.
ولتحقيق هذا الانتقال السريع من الحالة الصلبة إلى التحلل الكامل، استخدم الباحثون بوليمر ذا درجة انصهار منخفضة، ما يعني أن روابطه تتفتت بسرعة عندما تتجاوز حرارته درجة معينة.
واستخدم العلماء محفزًا حساسًا للضوء لبدء تحلل البوليمرات، ما يعني أن المادة تتحلل وتتلاشى تمامًا بمجرد تعرضها لأشعة الشمس، الأمر الذي من شأنه أن يسمح للجنود بإرسال جهاز تجسس أو سلاح إلى منطقة العدو ليلًا لأداء مهمته، قبل أن تشرق الشمس وتمحو الجهاز من الوجود.
ويأمل الباحثون أن يستخدموا نفس التقنية لابتكار مواد أخرى ذات مدة تحلل أطول لإنشاء مواد صديقة للبيئة ذات عمر افتراضي محدد.
وقال كول، في بيان: ”لدينا وسيلة لتأجيل تحلل المادة لفترة محددة من الوقت، ساعة أو ساعتين أو 3 ساعات، كما صممنا نسخة أخرى لتكون حساسة لضوء الفلوريسنت، ما يجعلها عملية لأداء المهام داخل المنشآت“.
ويعكف العلماء على تطوير مثل هذه المواد منذ سنوات عديدة، لكنهم واجهوا تحديات في السابق مثل عدم استقرار البوليمرات عند درجة حرارة الغرفة، وهو عائق نجحوا في تخطيه من خلال إزالة الشوائب من المادة قبل تشكيلها.
ورغم أن البوليمر جرى دمجه بالفعل في التكنولوجيا العسكرية، إلا أن الباحثين يقولون إنه قد يكون له تطبيقات مدنية أو تجارية أخرى، مثل استخدامه كمادة عزل مؤقتة في أعمال البناء.