فن وثقافة

”بانتظاركَ“.. باكورة أعمال الشاعرة اللبنانية جيهانة سبيتي‎

أصدرت الشاعرة اللبنانية جيهانة سبيتي حديثًا، باكورة أعمالها الشعرية تحت عنوان ”بانتظاركً“ التي تتطرق لوجع الإنسان مازجةً في نصوص ديوانها، التي اتسمت بالجرأة، الهم الجمعي بالمشاعر البشرية.

ويضم الديوان بين دفتيه نصوصًا مفتوحة؛ منها نصوص من شعر التفعيلة، تنطلق معظمها من الذاتي باتجاه الآخر، مركزة على وحدة المشاعر والهم الإنساني المشترك.

وقالت سبيتي في حديث خاص، إن ”المشاعر واحدة، وما يعتريني كأنثى موجود لدى معظم النساء في نسختنا العربية – كما أتوقع- لذا كرست نصوصي للحديث عن المرأة العربية ومعاناتها“.

وأضافت إن ”الشعر يشكل همًا دائمًا ومتواصلًا، لا ينفك يلح على الشاعر حتى يجسده على الورق. وأنا بطبيعتي لا أكتب الشعر من الدِّعة والاسترخاء، بل من الهم والألم الذي يرافقنا دائمًا“.

وتابعت إن ”الشعر يعد أثمن أجناس الأدب، ولكل شاعرٍ مذهبه في كتابة الشعر. وما يهمني إمكانية إيصال رسالة إنسانية للمتلقي، وفق أي منهج يفرضه النص علي“.

وتطرقت دراسات نقدية عدة لديوان الشاعرة؛ ومنها الدراسية النقدية الانطباعية التي أجراها الدكتور العراقي كامل الديليمي وأدرجها ضمن كتابه ”عقلنة الجنون“؛ وقال الدليمي عن الديوان إن ”جيهانة سبيتي كشاعرة حطمت بعض الأسوار التي تعيق انطلاق مشاعر الأنثى العربية، وأثبتت أن الشعر النسوي العربي بخير“.

وسلطت بعض نصوص الديوان الضوء على ما تتعرض له الأنثى في عالمنا العربي من استلاب ذكوري طافح؛ سواء كانت زوجةً أو أختًا أو حبيبةً، في ظل تشبث الرجل في مجتمعاتنا الشرقية برأيه ليكون دائمًا سيد الموقف؛ وهذا ما عبرت عنه الشاعرة في قصيدة ”أنوثتي“ التي جاء فيها:

”ما بك أنوثتي؟! غارقةً في صمتك/ مُحدِّقةً إلى السراب/ ترمقينه حاقدة/ تلملمين غبار نسياني/ وتنهرين/ تصرخين/ بوجهِ السائل عنِّي/ عن بيتي وعنواني/ أأنا من تاهت معالمها/ واختفت لحظة الغسق؟ أأنا من عاشرت سرَّاً/ أنينَ الليل/ تخنقُ أنفاسه/ تحضنه تواسيه/ ترسمُ أمامه الزهرَ/ تلوِّنه وتنثره/ فيبكي الليل معتذراً/ يقبِّلني ويحييه“.

ونلحظ أن قصيدة ”أنوثتي“ تمثل صرخة بوجه الظلم الاجتماعي للمرأة في العالم العربي، وسط قسوة تسعى لإذابة شخصيتها تمامًا في شخصية الرجل؛ وهذا ما أشارت إليه الشاعرة بقولها: ”أعترف بأنني سجلت ما أستشعره في ذهنية معظم النساء، وتبقى الأنوثة دَنَّ العواطف الذي يُسكِر الرجل متى قررت الأنثى ذلك؛ هكذا ولد هذا النص الصرخة كما أعتقد“.

صدر الديوان حديثًا، عن دار الفارابي في العاصمة اللبنانية بيروت، وتقع في 100 صفحة من القطع المتوسط.

الشاعرة في سطور

جيهانة سبيتي، شاعرة لبنانية وفنانة تشكيلية ومهندسة ديكور داخلي، يمثل ديوان ”بانتظاركَ“ باكورة أعمالها، وهي حاليًا بصدد إنتاج كتابين آخرين، أحدهما مجموعة شعرية، والثاني مجموعة قصصية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

واحد × أربعة =

زر الذهاب إلى الأعلى