تغريدة استقالة المجلس الرئاسي الليبي.. انقلاب ناعم أم صراع أجنحة؟
قدّم المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية، استقالته عبر صفحته على موقع تويتر، وبعد دقائق من عرض الاستقالة على الصفحة، تم سحبها ثم أعيدت لتسحب مرة أخرى.
وكانت صفحة المكتب الإعلامي التابع لرئيس المجلس الرئاسي فايز السراج، قد نشرت بعد ذلك تغريدة تؤكد فيها بأن بيان الاستقالة مزور وبأن الصفحة تم اختراقها.
ويرى المحلل السياسي محمد المهدوي، بأن موضوع الاختراق مستبعد نهائيًا لعدة أسباب، أولًا لأن موقع تويتر يصعب عادة اختراقه، خاصة إذا كانت الصفحة موثقة، والمخترق لا يقوم بوضع شيء على صفحة ما ثم يخفيه ثم يعيده.
وتساءل المهدوي في تصريح لـه أورده موقع إرم نيوز: ”كيف اختفت الصفحة بعد ذلك، وهذا ما يثير تساؤلًا آخر، فهل تم إخفاء الصفحة من المخترق؟ وهذا أيضًا مستبعد؛ لأن المخترق هدفه توصيل شيء مضاد لصاحب الصفحة الأصلية، وما دام يتحكم بها فإن من صالحه استمرار تشويه المسؤول عن الصفحة، وتقديم أشياء عبر الصفحة مغايرة لتوجهات الجهة التابعة لها الصفحة“.
ويرى المهدوي، أن إخفاء الصفحة من تويتر أمر مستبعد، ويمكن معرفة ذلك سواء من إدارة تويتر أو ممن يدير الصفحة، وهذا يعطي دلالة بأن عملية الاختراق مستبعدة، وأن هناك أمرًا ما يدور داخل إدارات حكومة الوفاق.
من جانبه، أشار الأكاديمي والباحث في الشأن العام، الدكتور صالح بن علي، إلى أن الحادثة تعطي مؤشرًا واضحًا بأن المسألة عبارة عن صراع خفي داخل أروقة حكومة الوفاق بين جناحي عضو المجلس العسكري أحمد معيتيق، ووزير الداخلية باشاغا من جهة، وبين عضوي المجلس محمد العماري، وعبدالسلام كجمان من جهة.
وأضاف بن علي في حديث له بأن ”فايز السراج بعيد كل البعد عن هذه التداخلات؛ لأنه لا يتحكم في أي أمر من إدارته، فاللعبة تدار بواسطة الجناحين المذكورين منذ فترة طويلة“.
وبحسب بن علي، فإن كلا الجناحين يسعى لإيجاد رئيس لمجلس الرئاسة من بين الشخصيات الأربع المذكورة، وهذا ما يعطي مؤشرًا بأن محاولة تمرير الاستقالة كان بهدف محاولة استباقية من أحد الأطراف لإعلان انقلاب ناعم من داخله.
ويرجح بن علي بأن جناح كجمان والعماري وراء محاولة نشر هذه الاستقالة، وأن سبب اختفائها يأتي بسبب التدخل القوي من قبل باشاغا الذي يمثل الجناح الأقوى بين أروقة الوفاق.