عاشوراء بطعم الحرب والدمار.. تفجير قنينات الغاز وإحراق حاويات الأزبال
الدار/ بوشعيب حمراوي
اختار شباب ومراهقون بعدة مدن مغربية الاحتفاء بعاشوراء على طرقهم الخاصة، حيث حولوا الأزقة والشوارع والفضاءات الخضراء إلى ساحات حرب. بعد أن عمدوا إلى اعتماد الإطارات المطاطية وحاويات الأزبال في إشعال النيران أو ما يعرف بـ(الشعالة)، التي يتنافسون في حجمها، ومداعبتها.
ووظفوا في تفجيراتهم الاحتفائية قنينات الغاز من الحجم الصغير، ومتفجرات صينية مهربة تحمل أسماء مثيرة (الكراندة، ميسي،زيدان، البوكيمون، سكود…)، بالإضافة إلى متفجرات ذات صنع محلي (ميد إن ماروك). ويتعلق الأمر بقنينات بلاستيكية وزجاجية، يتم ملؤها بصفائح الألمنيوم وكميات من المياه الحارقة. كما استعمل بعضهم المياه الحارقة.
ورغم الحملات الاستباقية لمنع ترويج تلك المتفجرات المهربة. والتي نفذتها عناصر الأمن الوطني بعدة مدن مغربية، وخصوصا على مستوى الدار البيضاء الكبرى حيث تم حجز 27 ألف قطعن منها. فإن مجموعة كبيرة من الشبان والقاصرين تمكنوا من الحصول عليها بطرق سرية.
وبمدينة المحمدية حول مثل هؤلاء المشاغبين ليلة أمس الاثنين إلى نهار، وأخرجوا بعض السكان مذعورين، يهرولون في اتجاهات مختلفة، بعضهم بملابسهم الداخلية فقط.
بعد أن جعلوا من المدينة المحمدية ومنطقة بني يخلف إلى ساحة حرب، احتفاء بعاشوراء وفق طقوس مرعبة، حيث النيران مشتعلة في الإطارات المطاطية وحاويات القمامة بعدة أزقة وشوارع وفضاءات، زادت من تعفن المدينة التي تغوض في الازبال منذ حوالي شهر. وأرعبت سكان المدينة والجوار.
وعلم موقع الدار أن بعض هؤلاء المشاغبين، رشقوا ممثلي السلطة المحلية بالحجارة، وطاردوهم مستغلين ظلمة الليل، وغياب الرؤية الواضحة. وأن شغب هؤلاء امتد إلى الاعتداء على ملك الغير. والعبث بكل ما صادفهم.
وأفاد مصدرنا أن سكان مجموعة من الأحياء السكنية بالمدينة عاشوا جحيم شغب هؤلاء. واضطروا للمكوث بمنازلهم خوفا من بطش المنحرفين. خصوصا بعد أن امتد طغيان هؤلاء إلى الاعتداء على ممثلي السلطة المحلية، الذي حلوا من أجل رذعهم. ومنع تخريب ممتلكات الدولة والخواص.
وغير بعيد عن المدينة، بحي الفتح 2 بجماعة بني يخلف، تم تفجير قنينة غاز البوطان (بوطاغاز صغيرة). وتحويل المنطقة إلى ما يشبه المنطقة التي تعرضت لقصف إرهابي. ليقضي السكان ليلتهم يعدون الدقائق والساعات، آملين بزوغ فجر اليوم الموالي، دون كوارث بشرية.