أخبار الدار

الخطوط الجوية المغربية.. من يرحم المسافرين من “رحلات العذاب”؟

الدار/ خاص

على الرغم من الإنجازات الكبيرة والاستثمارات المالية الضخمة، التي تم رصدها وضخها في مختلف مستويات البنيات التحتية الوطنية خلال العقدين الأخيرين، ما زالت شركة الخطوط الجوية الملكية المغربية، المعروفة اختصاراً باسم (RAM)، تواصل التخلف عن الركب بالتشبث بتقديم خدمات رديئة جداً تجعل السفر على ظهر الدابة أهون من خوض رحلة عذاب على متن إحدى طائراتها.
مناسبة تقديم هذه الصورة السوداوية عن الخدمات المقدمة من قبل شركة (RAM) للزبناء، ما عاشه ركاب الرحلة الداخلية رقم (AT 456)، يوم أمس الجمعة 13 شتنبر 2019، والمتوجهة من مطار محمد الخامس الدولي بالدارالبيضاء إلى مدينة وجدة، عاصمة الجهة الشرقية. فالإشارات الموجودة، على قلتها، لا ترقى إلى الحد الأدنى المطلوب مما يجعلك تسأل.. وتسأل.. وتسأل باستمرار، وتبحث بشكل مضنٍ عمن يدلك على الاتجاه الصحيح، ولا نبالغ عندما نقول إن مكاتب الإرشاد شبه منعدمة؟! وحتى إن حالفك الحظ وعثرت على مكتب إرشاد، فإما تجده مغلقاً تماماً، أو ليس بداخله أي موظف يرشدك…!
بعدما تجتاز صراط هذه المراحل، وبمجرد ما تطأ رجليك باب دخول المطار، وتمر عبر مختلف الحواجز المكتظة وتنتهي متذمراً ومنهكاً لتتسلق سلم الطائرة.. فلا تحسب أن العقاب قد انتهى… لأن الأسوأ كان ينتظر الركاب بالداخل.
المسافرون، وبمجرد ولوجهم الطائرة، وجدوا أنفسهم مضطرين للانتظار أزيد من ساعة، ومكثوا مذهولين دون معرفة السبب أو أي معلومة عن مدة هذا "الشوط الإضافي" من رحلة العذاب، والحرارة وقتها تفوق الثلاثين درجة.
فمتى ترقى خدمات ومعاملات شركة (RAM) إلى مستوى تطور البنيات التحتية، وتحترم الزبناء، وهم كثر وبالآلاف، من مواطنين وزوار أجانب ذنبهم الوحيد أنهم اختاروا مرة أخرى السفر على متن طائرات الخطوط الملكية المغربية.
إن سمعة شركة (RAM)، وهي بالمناسبة متدنية ويعرفها القاصي والداني، من سمعة المغرب والمغاربة، فلا تسيئوا إلى سمعتنا أمام العالم. والحفاظ على السمعة، وسط منافسة قوية وشرسة في قطاع الطيران المدني الجهوي والعالمي، يتطلب أولاً إعمال المبدإ الدستوري: "ربط المسؤولية بالمحاسبة".
إن من يخطئ ويفشل في تدبير شركة وطنية كبيرة في حجم (RAM)، ويمعن في سوء تسييرها خلال كل هذه السنوات، يجب أن يُحاسب حساباً حقيقياً يتناسب مع حجم الأخطاء والفشل، ويعيد الاعتبار والجدية المهنية للأجنحة الجوية للمملكة، وفي ذلك إحترام لحق المسافرين المغاربة والأجانب في ضمان التمتع بخدمات تتماشى والأسعار الملتهبة التي تفرضها شركة (RAM) مقارنة بشركات أجنبية تُسَيِّرُ، في كثير من الأحيان، عدة رحلات نحو وجهات مغربية وأوروبية ودولية تتوفر فيها خطوطنا الجوية على حصة لا يستهان بها.
كفى.. كفى من العبث بوقت وبمصالح المسافرين أيا كانت جنسياتهم: مغاربة، مغاربة العالم، وأجانب.
إن المسؤولية الأولى والأخيرة بشأن كل هذا العبث وسوء التدبير يتحملها عبد الحميد عدو، الذي عينه الملك محمد السادس، يوم السبت 6 فبراير 2016 بمدينة العيون، رئيسا مديرا عاما لشركة الخطوط الملكية المغربية.
ختاما نقول إن الثقة الملكية غالية، وهي مسؤولية ثقيلة تحتاج لمن يكون في مستوى الثقة خدمةً للبلاد والعباد. ومن يخطئ يحاسب، هكذا يقول منطوق الدستور المغربي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

5 × خمسة =

زر الذهاب إلى الأعلى